سهرة الأحد 28 أوت 2011 كان من المفترض أن تكون سهرة الاختتام لمهرجان المدينة رمضان 2011 ولكن تعذّر على مجموعة «دادمون» للموسيقى أن تقدّم عرض الاختتام «نوستالجيا» بسبب وفاة والدة أحد عناصرها المهمّين وهو عازف القيتار والمغني زاهر بن عبد اللّه. فرقة «دادمون» هي فرقة من إنتاج المركز الثقافي نيابوليس بنابل. هذا المركز الذي ينظم مهرجان المدينة تمكّن في هذه الدورة من تأثيث البرمجة بخمس عروض محلية أي من إنتاج المركز الثقافي نيابوليس بينما بلغ عدد العروض المستضافة ستة عشر. العرض الأول الذي كان من إنتاج المركز الثقافي نيابوليس. كان موسيقيا بعنوان «وتريات ليلية» وقدمته فرقة «بيت المتوسط للموسيقى العربية» الناشطة بالمركز منذ سنة2010 وهو عرض طربت لمعزوفاته الآذان وحلقت على وقع إيقاعاته الجميلة وجدانيات الحضور على اختلاف فئاته العمرية العرض الثاني كان راقصا وهو بعنوان «Shut and dance» وقدمته مجموعات الرقص الكلاسيكي والتعبيري ومجموعات «الهيب هوب» التي يشرف على تكوينها المركز الثقافي منذ سنة 2005، هذا العرض مزج بين «الهيب هوب» والرقص الكلاسيكي والروك والصّالصا والبريك دانس ليستخلص رقصة الحرية التي رمت بالجمهور في أجواء لاتينية وعلى إيقاعات سريعة وحركات جيمناستيكية بارعة رفرفت لها القلوب ورقصت مع كل عناصر البالي. العرض الثالث كان لمجموعة «كونتراست» وهو عرض موسيقي متنوع نجد فيه إيقاعات الجاز والروك والبلوز كما اجتهدت فيه الفرقة في تقديم الجديد وذلك بإعادة توزيع بعض «السمفونيات» العرض الرابع هو عرض قياسي عنوانه بوْصلة الفراشة أساسه شعر حرّ يلقيه الفنان أنيس بن عربية بطريقة مختلفة عن السائد على وقع إيقاعات موسيقية ثائرة وأضواء معبّرة وحركات من التعبير الجسماني تقوم بها نسرين بن عربية إضافة الى صور فيديو تمّ عرضها على حائط وقبّة فضاء سيدي المحرصي. أما العرض الخامس فهو لمجموعة دادمون وقد سبق وذكرنا أنه تعذّر تقديمه في السهرة الختامية للمهرجان وسيؤجل الى يوم 13 سبتمبر 2011. أما العروض المستضافة فقد تنوّعت بين مسرحي وموسيقي من العروض المسرحية نجد مسرحية لطفي العبدلّي «Made in Tunisia» ومسرحية «التونسي. Com» لجعفر القاسمي و«الرّبعة» عن نص وإخراج لمحمد بيشيو ومسرحية «يعيا الهم» نصّ وإخراج أحمد بوعمود ومسرحية «مَرَاجل» لفوزي بن ابراهيم، أما العروض الموسيقية فتمثلت في عرض «تجليات» لحضرة أحمد جلمام وحفل الأغنية الشبابية مع بنديرمان وعرض «أجراس» للفنان عادل بوعلاق وعرض «وصْل» للفنان نور الدين الباجي. برنامج هذه الدورة كان على حدّ من الثراء والتنوع فجمع بين الأسماء اللامعة والفرق الناشئة والألوان المختلفة للمسرح والموسيقى والتعبير الجسدي والشعر. هذه العروض توزّعت على ثلاثة فضاءات متباعدة في مدينة نابل وهي قاعة العروض بالمركز الثقافي نيابوليس وفضاء القبّة بسيدي المحرصي ومقام سيدي علي عزّوز. وبما أن لكل مقام مقالا فقد استقطب كل فضاء نوعية من العروض التي تستجيب لخصوصياته وسماته. عنصر المفاجأة خلال هذا المهرجان كان بخصوص الاقبال الجماهيري فلئن شهدت أغلب السهرات تزاحما على شراء التذاكر فإن سهرة الافتتاح التي كانت مفتوحة للعموم ومجانا والتي أحيتها حضرة المنشد أحمد جلمام كان حضورها محتشما كذلك الشأن بالنسبة الى سهرة الطرب للفنان نور الدين الباجي، هذا الاحتشام قد يُعزى الى أي سبب يمكن أن يكون ولكنه لا يمكن أن يطال بأي وجه من الوجوه ولا أن يمسّ من القيمة الفنية والثقافية للعرضين.