نفى العقيد الليبي معمر القذافي هروبه إلى النيجر أو خروجه من البلاد متعهدا بدحر معارضيه وطرد قوات الأطلسي فيما أوردت الديبلوماسية الأمريكية أمس أنّ مقرّبين من القذافي معتقلون حاليا في النيجر. وسخر القذافي في تسجيل صوتي بثته قناة الرأي الفضائية التي تبث من دمشق من التكهنات حول امكانية فراره الى النيجر المجاورة واضعا إياها أي هذه الفرضيات في سياق الحرب النفسية والأكاذيب. القذافي يتحدّى وقال العقيد: ليس أمامهم إلا الحرب النفسية والأكاذيب آخر شيء قالوه... إننا رأينا رتل القذافي دخل إلى النيجر... وكأنه أول رتل يدخل إلى النيجر... فهناك أرتال من المهربين والبضائع والناس تدخل الى النيجر والسودان ومالي وتشاد والجزائر يوميا. وأضاف متوجها إلى الليبيين يريدون اضعاف عزيمتكم واضعاف روحكم المعنوية... ابقوا عزيمتكم قوية... ولا تتأثروا بهذا العدو الضعيف والحقير. وتعهد بتجميع قواته وبالعمل على استعادة السلطة من المعارضين، في ملمح لقيادته الثورة المضادة على ثورة 17 فيفري. وأشار في هذا السياق الى أن قواته تتجمع لهزيمة المعارضين وحلف «الأطلسي» مضيفا أن الشباب من داخل ليبيا مستعدون لتصعيد المقاومة على «الجرذان» وفق تسميته والقضاء على المرتزقة. وأردف: سنهزم «الناتو» وستنتفض الجماهير من جديد وأكد أن حلف شمال الأطلسي سيرجع مهزوما غصبا عنهم لأن إمكاناتهم المادية لا تسمح لهم بالاستمرار في القصف. وتابع دائما وفق خطابه وتعبيره اسألوا الآن عن أي واحد منضمّ لحلف الأطلسي ستجدون أن جده خائن، أباه خائن... إنها شرذمة وسخة من جدّ جدّها تتحكم في مصير الشعب الليبي. وكان عبور موكب كبير من السيارات المدنية والعسكرية الآتية من ليبيا والعابرة لمدينة «أغاديز» شمال النيجر قد ضاعف التكهنات حول فرار العقيد الليبي معمر القذافي الى النيجر. إلا أن معظم المصادر الاخبارية قد نفت هذا الأمر مؤكدة استمرار وجوده في ليبيا. قيد الاعتقال في هذه الأثناء، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مقربين من العقيد القذافي حاولوا اللجوء الى النيجر هم حاليا قيد الاعتقال من قبل السلطات النيجرية. وحثت المتحدثة باسم الديبلوماسية الأمريكية فيكتوريا نولاند بلدان المنطقة علىرفض استقبال الليبيين المطلوبين. وأكدت نولاند أنه أيا من الشخصيات القريبة من القذافي والذين توجهوا الى النيجر خلال اليومين الماضيين ينتمي الى قائمة الأشخاص الخاضعين لعقوبات مجلس الأمن الدولي. وأشارت الى أن الموكب الليبي الذي دخل النيجر كان يضمّ بعض المسؤولين الكبار والعسكريين في النظام السابق. وأردفت أن واشنطن تجري اتصالات مكثفة مع مالي وموريتانيا وتشاد وبوركينا فاسو للتأكيد على أهمية احترام قرارات مجلس الأمن الدولي وتوفير أمن الحدود. من جهته، قال وزير خارجية النيجر محمد بزوم إنّ مسؤولين ليبيين حكوميين كانوا ضمن القافلة التي وصلت الى بلاده. وفي ما يتعلق باللاجئين الليبيين إلى «تشاد» أكد بزوم أنه بإمكانهم البقاء لاعتبارات إنسانية مع ضرورة الالتزام بشروط وضوابط اللجوء. وشدد على أنه ليس بإمكان بلاده غلق الحدود.