أغلق أمس على الساعة السادسة مساء باب تقديم الترشحات لانتخابات المجلس التأسيسي. ويتنافس في هذا السباق الانتخابي حوالي 700 قائمة بين حزبية وائتلافية . ورغم أن هذه العملية تواصلت دون اشكالات تذكر، فان غلق باب الترشح مساء أول أمس على الساعة السادسة مساء سبب اشكالات خاصة لعدد من القائمات تقدم ممثلوها بملفات ترشحهم في توقيت تزامن مع غلق باب الترشح تقريبا. وتجسد هذا الاشكال، في دائرة تونس1، حيث تقدم ممثلو حزب المبادرة الذي يتزعمه كمال مرجان وزير الخارجية السابق في عهد النظام البائد بقائمة ترأسها «زبير الأسرم»، على الساعة «الخامسة و50 دقيقة تقريبا» حسب مصادر مطلعة في هذا الحزب، وأمام اكتظاظ مكتب التسجيل بالهيئة الفرعية، طلب من ممثل القائمة الخروج من المكتب، ولكن تم اغلاق الباب مع الساعة السادسة ودقيقة حسب نفس المصدر. وتبعا لذلك تم رفض تسجيل قائمة الحزب في ذلك الوقت، وهو ما جعل ممثليه يستعينون بعدل منفذ، وصل الى عين المكان وعاين ما وقع، ثم صاغ محضر جلسة، ويؤكد المصدر المطلع في الحزب أن «المبادرة ستقوم بكل الاجراءات الممكنة للطعن في رفض تسجيل القائمة في هذه الدائرة». القانون ويكتنف القانون المنظم لعملية تسجيل الترشحات بعض الاشكالات، حيث أنه وبمقتضى الفصل 25 من المرسوم المتعلق بانتخاب المجلس التأسيسي فانه «تُقَدَّمُ قائمات المترشحين إلى الهيئة الفرعيّة للانتخابات المختصّة ترابيا، محرّرة في نظيرين على الورق العادي قبل خمسة وأربعين يوما من يوم الاقتراع. وتُدَوَّنُ هذه العمليّة في سجلّ خاص مختوم ومرقّم يسجّل به اسم القائمة وتاريخ تقديمها وساعته. ويُحْفَظ نظير بالهيئة الفرعيّة للانتخابات على أن يسلّم وجوبا للمصرّح وصل وقتي. ويسلّم الوصل النهائي خلال الأيام الأربعة الموالية لإيداع التصريح إذا كانت القائمة المقدّمة مطابقة لأحكام هذا المرسوم. ويعتبر عدم تسليم الوصل النهائي في الأجل المذكور رفضا ضمنيا لتسجيل القائمة.» أي أنه يتحدث عن 45 يوما قبل يوم الاقتراع موعد غلق باب الترشحات أي على الساعة الثانية عشرة ليلا. في المقابل فان الأمرعدد 1086 لسنة 2011 مؤرخ في 3 أوت 2011 المتعلق بدعوة الناخبين لانتخاب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي في فصله الثاني ينص على أنه. «يفتح باب الترشح لعضوية المجلس الوطني التأسيسي بداية من يوم الخميس 1 سبتمبر 2011 إلى يوم الأربعاء 7 سبتمبر 2011 بدخول الغاية من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة السادسة مساء دون انقطاع». هذا الاشكال سبب بعض الغموض أمام المترشحين، الذين تقدموا بملفاتهم في الساعات الأخيرة لغلق باب الترشح رغم أن القانون الانتخابي للمجلس الوطني التأسيسي ينص على أن أوامر تطبيقية تصدر لمزيد توضيح العملية الانتخابية بدقة. اشكالات أخرى وأكد رئيس الهيئة الفرعية لدائرة تونس 2 ل«الشروق» أن الأيام الأولى من فتح باب تقديم الترشحات شهدت توافدا لعدد من المواطنين الذين عبروا عن استعدادهم للترشح ولكن فرادا، وهو ما يمنعه القانون الانتخابي الذي يعتمد مبدأ القائمات في الترشح وهو ما جعل بدوره أيضا أعضاء الهيئة يفسرون هذا التفصيل القانوني لهؤلاء المواطنين. كما شهدت طيلة الأيام المخصصة لتقديم الترشحات، تقديم أكثر من قائمة تحمل نفس التسمية لترشحها في نفس الدائرة، ونذكر على سبيل المثال ترشح قائمتين في جميع الدوائر تقريبا حملت اسم حركة الديمقراطيين الاشتراكيين.