إذا كانت الانتخابات هي لعبة الديمقراطية التي يمارسها القوم بكل روح رياضية وما دامت كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأوسع انتشارا بين الجماهير فما علاقة الكرة بالسياسة حتى أصبحنا نرى أهلي اللعبتين كل يمارس لعبته في نفس الملعب فيهم من يلعب على العشب وفيهم من يلعب على التراب وفيهم من يلعب على «المريول» وفيهم من لا «مريول» له ويلعب على صندوق الاقتراع وفي اللعبتين بيع وشراء والمال قوّام الأعمال يا خال، وفي اللعبتين نجوم و«مركاتو» لتعزيز الهجوم وفي كلاهما من يشككك في التحكيم المحلي ويدعو إلى التحكيم الأجنبي ومن يرتكب المخالفة عمدا على الميدان ويخطط لها ركلا أو دفعا أو تعكيلا أو اعتراض السبيل أمام المنافس حتى لا يسجل هدفا في شباك المرمى أو في صندوق الاقتراع. وللعبتين أنصار فيهم من يدفع جهدا وفيهم من يدفع عرق جبين وفيهم من يتبرع بسواعده المفتولة للضرب والحرق والتكسير وفيهم من يتبرع بلسانه الطويل للعار والسبّ والشتيمة. وفي اللعبتين نفس الفرجة على الترقيص والمراوغات والاحتجاج على الحكم الأول والثاني والثالث والرابع. وفي اللعبتين لا صافرة لحكم تعلو على تصفير المتفرجين وهم أنواع منهم من يخيّر الجلوس على الربوة أسلم من الأحجار العابرة للملاعب ومنهم من يخير الجلوس في المنصة الشرفية أقرب إلى كل غاية في نفس يعقوب ومنهم من يرفض الجلوس تماما إلا على الكرسي في مراكز الشرطة عند البحث. ولكل منهما أتباع يسألونك «إنت معانا ولا معاهم» ؟ وأنت لا تعرف من هم ومن ضدهم يسألونك وفي قلوبهم أغنية تقول «رابحين خاسرين ماكمش مروحين» إلى برّ الأمان طبعا. وتلك محبة أخرى وعشق آخر، وللناس في ما يعشقون مذاهب أما أنا فذاهب مع كل ذاهب رغم تلك المذاهب يوم 23 أكتوبر إلى صندوق الاقتراع وأنت «معانا ولا معاهم»!!؟