مع تضييق الخناق على آخر معاقله في ليبيا رمت دولة «غينيا بيساو» للعقيد الليبي معمر القذافي حبل النجاة» الأخير للخروج من البلاد وتجنيبها حربا أهلية ضروسا قد تكون معارك الليلة قبل الماضية والتي أودت بحياة 12 شخصا أحد فصولها . اكدت السلطات الليبية الجديدة أول أمس ان قرار مهاجمة اخر معاقل الزعيم الليبي الفار معمر القذافي بات في ايدي المقاتلين على الارض . وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل: «الليلة الفائتة – يقصد هنا الليلة قبل الماضية - انتهت المهلة. لقد مددناها اكثر من مرة وحاولنا فتح الطريق امام حل سلمي». وأضاف «الوضع بات الان في أيدي المقاتلين الثوار. لقد تحدثنا اليهم عبر قادتهم ونترك لهم خيار اتخاذ القرار (بالهجوم) حين يشاؤون»، في اشارة منه الى آخر معاقل القذافي اي بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) وسرت (360 كلم شرق طرابلس) وسبها في الوسط. عبد الجليل في طرابلس كما أكد عبد الجليل في زيارته الأولى للعاصمة طرابلس بعد تحريرها، أن ليبيا تمر بمرحلة تحتاج إلى الوحدة، وإن أولوية الإدارة الجديدة هي إنهاء المعركة ضد كتائب العقيد المخلوع معمر القذافي. وأردف في ذات السياق : القذافي لم ينته بعد ولديه من المال والذهب ما يكفي ليكون خطرا على استقرار البلاد. وشدد على أن مرحلة التحرير لم تكتمل بعد، داعيا الى الوحدة الوطنية والتلاحم وتأجيل القضايا الاخرى وتوجيه كل الامكانات الى استكمال تحرير بقية المدن مثل بني وليد وسرت وسبها. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي أعلن قبل وصوله إلى طرابلس تشكيل لجنة خاصة بالمصالحة الوطنية. وجاء رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي الى العاصمة في إطار ترتيبات نقل عمل المجلس ومكتبه التنفيذي من مدينة بنغازي شرقا إلى داخل العاصمة. ويذكر ان زيارة عبد الجليل إلى طرابلس تتم وسط إجراءات أمنية صارمة حيث لم تتسرب معلومات عن مكان إقامته في العاصمة. وقبل وصوله إلى طرابلس توقف عبد الجليل في مدينة مصراتة وأدلى بتصريحات صحفية أوضح فيها أن زيارته الى طرابلس مؤقتة وإن الانتقال النهائي إلى العاصمة سيتم بعد تحرير كامل البلاد. ميدانيا , استعرت المواجهات الدامية بين كتائب القذافي ومقاتلي المجلس الوطني الانتقالي حيث قتل 12 من عناصر المعارضة المسلحة وأصيب 16 اخرون في مواجهات في جبل نفوسة غرب ليبيا . كما يستعد الثوار الليبيون إلى دخول مدينة «بني وليد» التي يتحصن بها على الأغلب أحد أبناء العقيد معمر القذافي . إذ اطلقت كتائب القذافي المتحصنة في مدينة «بني وليد» وابلا من صواريخ «غراد» وقذائف الهاون على مواقع قوات المجلس الانتقالي التي تحاصر المدينة استعدادا لاجتياحها بين لحظة وأخرى. غينيا بيساو ترحب بالعقيد من جانبه، اعلن رئيس وزراء غينيا بيساو كارلوس غوميس جونيور» ان الزعيم الليبي السابق معمر القذافي سيكون «موضع ترحيب حار» اذا رغب في المجيء الى هذا البلد. ديبلوماسيا، اكد مجلس الامن القومي الامريكي ان «المجلس الوطني الانتقالي سيجد في الولاياتالمتحدة حليفا صلبا في وقت يقوم بعملية انتقالية سياسية ديموقراطية يتم فيها احترام حقوق الانسان». وفي ذات السياق , ذكرت شبكة “سي بي اس” الإخبارية الأمريكية أن معمر القذافي بث رسالة صوتية الليلة قبل الماضية ليدعو فيها الشعب الليبي إلى الثورة والقتال , قائلا فيها ” إن ساعة الصفر قد حانت” . كما حذر معمر القذافي الشعب الليبي من التقاعس عن القتال قائلا : «ما لم تقاتلوا سوف ترتدون ثوب العار وسوف تذهبون إلى الجحيم». وأضافت الشبكة الإخبارية أن الرسالة الجديدة من معمر القذافي وجهت من محطة إذاعية محلية من بلدة «بني وليد».