من المفروض ان يكون قد تم اجراء عملية القرعة بين مختلف الأحزاب السياسية التي ترشحت لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي للشروع في حملاتها الانتخابية عبر مختلف الوسائل السمعية والبصرية... وقد تجندت الفضائيات التونسية والاذاعات لمواكبة حينية ومتابعة دقيقة لكل المستجدات التي ستعيش البلاد على وقعها حتى يوم 23 أكتوبر 2011. إلتزام بقرارات اللجنة المستقلة للانتخابات ما يمكن التأكيد عليه في هذا المجال أن القنوات التلفزية ومختلف الاذاعات في البلاد... ملتزمة بقرارات اللجنة المستقلة للانتخابات في هذا المجال... حيث تم كل وفق ما هو متاح من امكانات تقنية وقتية لأجل كسب الرهان في أول التزام سياسي تاريخي تعددي ديمقراطي تعيشه بلادنا. وبادرت الوطنية الأولى والوطنية الثانية بتحديد وتجديد في البرامج واللقاءات ذات الطابع «السياسي» الصرف لأجل التواصل الحيادي مع مختلف الحساسيات والأحزاب والقائمات الانتخابية ولئن لم تتوضح بعد بشكل جلي اليات هذا التواصل فإن التلفزة التونسية كمرفق عمومي وبقناتيها أمام أول اختبار جدي وحاسم. استوديو جديد من جهتها تعمل قناة نسمة على تركيز استوديو جديد والترفيع في عدد المذيعين لمتابعة الأحداث الانتخابية وتقديم النشرات الاخبارية بشكل متواتر مع تغطية شاملة لكامل تراب الجمهورية. ونفس هذا التوجه يمكن ان تكون عليه قناة حنبعل التي اختارت حسب ما توفر لدينا من معلومات الدخول الى أعماق التراب التونسي من خلال ريبورتاجات وتحقيقات ومواكبات حينية ومباشرة للحملات الانتخابية التي ستشهدها القرى والأرياف التونسية. بعد 23 أكتوبر ومن هذا المنطلق فإن البرمجة التلفزيونية ستكون استثنائية على الفضائيات التونسية حتى موعد اعلان نتائج انتخابات المجلس التأسيسي يوم 23 أكتوبر القادم... ويمكن القول ان كل المشاريع والبرامج والاختيارات الفنية تم تأجيلها حيث ينتظر ان تستعيد هذه القنوات برامجها العادية بشكل واضح وجلي بعد الانتهاء من كل هذه الالتزامات السياسية. لكن هذا لا يمنع من تكليف اللجان المختصة باعداد شبكات البرامج من تحديد الخطوط العريضة لبرامج جديدة فيها النفس الابداعي الجديد خاصة على مستوى القناتين الوطنيتين الأولى والثانية خاصة اذا عرفنا ان القناة الوطنية الثانية قد تنطلق رسميا في توجهها الجهوي بعد الانتخابات. وفي ذات الوقت فإن عديد الاختيارات بالنسبة الى قناة نسمة تم تأجيل البت النهائي فيها الى ما بعد 23 أكتوبر من ذلك الجزء الثالث من السلسلة الكوميدية «نسيبتي العزيزة» التي فقدت برحيل الفنان سفيان الشعري أحد ركائزها الأساسية... فقد ارتفعت الأصوات، بين مناد بإلغاء الجزء الثالث وبين مطالب بالبحث عن خليفة لسفيان الشعري... وبين هذا الرأي وذاك الموقف لازمت نسمة الصمت الى ما بعد انتخابات 23 أكتوبر. من ناحيتها لم تحرك قناة حنبعل ساكنا أمام موجة الاستقالات التي تعيش على وقعها هذه الأيام فالكل مجند للحدث السياسي الكبير... ولكل مقام مقال بعد 23 أكتوبر القادم.