بارك الكاتب الشاب عبد الجليل الدايخي قيام الثورة وبفضلها حسب حديثه تمكن من اصدار كتابه الأول «المساء لا يموت في فيينا».. «الشروق» إلتقته فكان الحوار التالي: في مستهل حديثه وكإجراء روتيني عرف الكاتب المهاجر بنفسه فهو يقيم بألمانيا منذ سنوات ويشتغل على البرامج الخاصة باندماج الجاليات العربية والمسلمة ومن منطلق هذا العمل تولدت الفكرة أكبر لصدور كتابه «المساء لا يموت في فيينا» فهو كتاب في شكل روايات مقتضبة جلها نصب في خانة المفهوم الأخلاقي الكوني دون ان يتناسى التشبث بهويته العربية المسلمة والتي يعتبرها فخرا... ويواصل الكاتب حديثه معنا بأن القدر لعب دوره حتى بصدر كتابه وينتشر في تونس فبعض الروايات كانت لن تصدر واذ كان العكس سيكون وراء القضبان أو أن يظل بعيدا عن بلده الأصل (تونس)... فبعض الروايات يستدرك الكاتب عبد الجليل الدايخي تتهكم على النظم الدكتاتورية وبشكل علني مثل رواية «ابن عصي والوزير الدجاج» وقنطرة العمدة»... وضمن هذا السباق تحدث عبد الجليل الدايخي عن عالم السياسة فشبهها بالسرك والتي يجب تركها حتى يتفرغ الكاتب الى نقد الواقع دون خلفية أو ايديولوجيا... الصناعة الادبية شدد الكاتب عبد الجليل الدايخي، على وجوب صناعة الكاتب ففي أوروبا توجد مدارس أكاديمية تصنع الكاتب وتوجهه نحو الأفضل فلا كتابة هي منتوج يتم تسويقه لذلك لابد من الصناعة لتتحول الى ثقافة ويتقبلها المستهلك أي القارئ وبين أنه وبعيدا عن الاحداث العالمية عادة ما تصدر كتب في وقت وجيز ليكون مصدرها المدارس الأكاديمية التي تصنع الكاتب... لكن وفي المقابل بين محدثنا ان الكاتب العربي وهو منهم يغير كاتب مسقطا ليكون بمثابة الحدث الطارئ الا أنه يفتخر عندما يشبه نفسه بالكاتب القادم من الهامش... وجهنا سؤالا الى محدثنا حول الكتابة وكيف تبدو له فذكر أن الكتابة هي رسكلة للحياة اليومية فقاطعناه لنبين له انه سقوط في المحاكاة فأجاب بأن الكتابة هي صياغة الحدث بشكل فني وليست محاكاة وليست خلق فالخالق هو الله اما الكتابة فهي ابداع فني... ومن خلال حديثه ذكرنا الكاتب بأنه شديد التأثر بالتيارات الغربية الا أنه نفى ذلك وذكر أنه مدمر من العرب لأن هناك سوء فهم للحياة وقد استغل الغرب تلك الحالة لتنتج صراع الثقافات والحروب الاستباقية لذلك وجب على كل عربي أن يبني كيفية الاعتزاز بالهوية واقناع الغرب بإجابياته ضمن المفهوم الاخلاقي الكوني فالغرب لهم نظرة تصب في خانة الاهتمام بالمواطن العربي وعلاقته البرغماتية به لذلك لابد من اقتناص هذه الغرفة حتى نثبت وجودنا فالغرب هو «شر لابد منه». وفي ختام حديثه ذكر لنا الكاتب الشابي عبد الجليل الدايخي أنه بصدد كتابة رواية جديدة «صلاة الطيور» والتي تختزل عديد الابعاد سيتم اكتشافها اذا صدر الكتاب عن قريب ان شاء الله.