شهلاء العجيلي أصبحت اسما مألوفا في تونس بعد مشاركاتها في أكثر من ندوة تونسية آخرها كانت في مدينة قابس في إطار مهرجان قابس الدولي إذ قدّمت مداخلة عن «الأمن الثقافي العربي». جمعت شهلاء العجيلي بين تدريس الأدب في جامعة حلب وكتابة الرواية وهي من الأسماء الحاضرة بكثافة في المشهد الأدبي العربي في المشرق والمغرب. «الشروق» إلتقتها في هذا الحوار: ٭ مرّة أخرى في قابس ،أعتقد أن جسور الود مع قابس أصبحت متينة ماذا تعني قابس بالنسبة إليك؟ قابس أصبحت قبلة للمبدعين العرب وهي بصدد تعميق هذا المشروع الثقافي الذي تطرحه الأطراف بعيدا عن مركزية العواصم ،قابس تشكّل جزءا من ذاكرتنا الثقافية وتطرح مشروعا بإعتبارها أفقا جديدا . ٭ مداخلتك كانت بعنوان «في الأمن الثقافي» هل تعتقدين أن الأمن الثقافي العربي مهدّد؟ أنا لا أعيش عقدة مؤامرة،ولكن أيضا لابد من الإعتراف بالواقع ليس ثمّة مجال للحديث عن المثاقفة في هذه المرحلة من تاريخ الثقافة العربية الإسلامية بمعنى عملية التّأثّر والتأثير نحن في موقع المقاوم أنا أطرح مفهوم الأمن الثقافي كإستراتيجية قومية للشباب على فكرة تفكيك الإمبراطوريات دون أن ننفي الحاجات الإقتصادية ممثلة في التنمية والحاجات المعرفية المتمثّلة في التّقدّم العلمي ليس خطرا أن نتّخّذ من الغرب نموذجا منفعيا لكن الخطر في إتّخاذه نموذجا جماليا . ٭ جمعت بين الرواية والبحث الأكاديمي ،أين تتنزّل الكتابة الروائية في مساراتك؟ الكتابة الروائية جزء من مشروع متكامل، أنا أنطلق من رؤية خاصة مرجعيتها هي الثقافة العربية الإسلامية في النّقد الثقافي والكتابة الروائية أعيشها كمستوى من مستويات هويّتي الشخصية كوني، أنتمي الى هذا العالم الحداثي وكوني أنتمي الى هويّة تصنّفني في خانة النسوية أنتمي الى فئة الشباب هذه الهويّة هي منطلقي . ٭ هناك إهتمام نقدي كبير بما تكتبه المرأة ألا ترين أن «هذا الإهتمام» فيه شيء من المبالغة أحيانا ؟ نعم هناك مشكلة في كتابة المرأة في العالم العربي عموما، المرأة تعامل بوصفها طبقة وهي تعاني دائما من هذه الحساسية أنا لا أكتب عن قضايا المرأة بل أكتب عن العالم لكن من وجهة نظر أمرأة يعني أعيش تجربة مختلفة لأنّ الإختلاف البيولوجي فرض إختلافا إجتماعيا. ٭ هناك أسماء كثيرة مثل ليلى بعلبكي وفدوى طوقان وغادة السّمان ...هذه التجارب ماذا تعني لك؟ أنا لا أؤمن بفكرة قتل الأب وأيضا لا أؤمن بفكرة قتل الأم هذه هي الأمومة الأنتروبولوجية والجمالية أيضا لولا مسيرة الرائدات لما كنّا اليوم في هذا المكان نناقش هذه القضايا لكل زمن ظروفه المحدّدة ربّما التحدّيات التي واجهت الكاتبات أكبر من التّحديّات التي تواجهنا. هّن فتحنا الطريق وأنا معتزّة بتجاربهن والآن جيلي يتمتّع بالمكتسبات التي تحقّقت لنا . ٭ الكثير من الأصوات ظلمت ،ألا تعتقدين أن هناك خطرا حقيقيا في المشهد الثقافي العربي اسمه «الشللية»كما تقولون في المشرق؟ نعم ،كانت من مآسي الثقافة العربية وهي تتحوّل وتتجدّد مثل فيروس يتّخذ أشكالا متعدّدة لكن عندي قناعة أنّه في النهاية النّص الجيّد لكن لابد على المبدع أن يؤمن أنّه عليه أن يصرّ على هذا النّص حتّى يصل الى النّاس وأن يكون لديه مشروع ورؤية واضحة لا أن يكتب تهويمات وأن يناقض ذاته بين النّص والآخر. ٭ الشّعر ألا يغريك؟ أنا تكويني شعري أساسا، أنا لا أكتب الشّعر لكن تكويني الثقافي أساسا هو الشّعر لا أستطيع أن أعيش دون شعر قبل أن أكتب الرواية أو القصة أو البحث لابد أن أقرأ الشعر كي لا يأخذني السّرد فأتشظّى، الشّعر يمنحنا لغة مكثّفة لابد منها لإدهاش القارئ ولإمتاع القارئ ثمّ إنّ ثقافتنا هي ثقافة شعرية وأنا وليدة هذه الثقافة وإن كنت أحاول من حين الى أخر طرح المسلّمات وإعادة تشكيل السؤال لامن أجل الخروج بل من أجل ملاءمة هذا الظّرف التاريخي.