حذّر وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس من أن الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية ستكون له عواقب وخيمة، فيما لوّحت واشنطن باستخدام «حق النقض» (الفيتو) لتقويض مشروع قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وتسعى الولاياتالمتحدة جاهدة لاقناع الجانب الفلسطيني بالعدول عن قرار التوجه الى الأممالمتحدة، فيما تواصل اسرائيل ضغطها في كل الاتجاهات لاثناء السلطة الفلسطينية عن قرارها. تهديد وفي ما يمكن وصفه بتهديد غير مباشر للسلطة الفلسطينية، قال أفيغدور ليبرمان زعيم حزب «اسرائيل بيتنا» المتطرف ووزير خارجية الكيان الصهيوني، أمس «ما أستطيع أن أقوله إنه في اللحظة التي سيمررون فيها قرار أحادي الجانب (مشروع الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية) ستكون هناك عواقب وخيمة...». وسبق وأن استخدمت اسرائيل كلمة «عواقب وخيمة»، وجسّدتها بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على السلطة الفلسطينية الى جانب مضاعفة عملياتها القمعية للشعب الفلسطيني. وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما لوّح مؤخرا باستخدام حق النقض (الفيتو) في حال تقدم الجانب العربي بمشروع قرار لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة ولدى مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال إنه يعتقد أن الحل هو في استمرار المفاوضات، بدلا من التوجه بشكل أحادي الى الأممالمتحدة. مساع أمريكية وفي السياق ذاته واصلت الخارجية الامريكية اتصالاتها مع الدول الاوروبية في محاولة لاجهاض مشروع القرار الأممي قبل طرحه على الأممالمتحدة. وأجرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أوّل أمس اتصالات مع المفوضة العليا للاتحاد الاوروبي كاترين أشتون ومع طوني بلير ممثل اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط والتي تضم أمريكا والاتحاد الاوروبي وروسيا والأممالمتحدة. وينتظر أيضا أن تجري الوزيرة الامريكية اتصالات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في محاولة لاثنائه عن التوجه الى الأممالمتحدة، لكن عباس أعلن في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف المصرية أنه لا رجعة عن قرار التوجه الى الأممالمتحدة وأن هذا القرار، قرار عربي. وقال رئيس السلطة الفلسطينية «إن الذهاب الى الأممالمتحدة ليس خطوة أحادية ولا يعني أننا ضد المفاوضات». وتابع: «الاعتراف بفلسطين دولة على حدود عام 1967، يمكننا من المطالبة بحدود معروفة، ومن هنا ما نقوم به هو عمل مهم وليست خطوة رمزية أو مغامرة غير محسوبة، فمعظم دول العالم معنا...». تعلات أمريكية وتتعلل الولاياتالمتحدة في رفضها توجه الجانب الفلسطيني الى الأممالمتحدة، بالقول إن ذلك سيؤدي حتما الى خلق المزيد من التوتر وسيعرقل التوصل الى السلام في المنطقة. وتشير واشنطن التي تعتزم ارسال مبعوثين الى المنطقة، بأن الحل القائم والعملي هو باجراء مفاوضات مباشرة لمعالجة القضايا العالقة. وفي حال طرح مشروع قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد يحظى بغالبية الاصوات، لأن امريكا لا تمثل سوى 1٪ من الأصوات، أما إذا طرح على مجلس الأمن، ففرص الحصول على الاعتراف ضئيلة على اعتبار أن واشنطن ستستخدم «الفيتو» لاسقاط مشروع قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية.