بمشاركة واسعة من الاطراف السياسية والنقابية والحقوقية التونسية عقد أمس بمقر سفارة فلسطين بالعاصمة لقاء فلسطينيتونسي لدعم المسعى الفلسطيني لنيل الاعتراف الدولي باستقلال دولة فلسطين على حدود 1967 وهو ما بات يُعرف ب «استحقاق أيلول». انتظم صباح أمس الخميس تجمّع أمام سفارة دولة فلسطين بالعاصمة تونس لدعم طلب العضوية في منظمة الأممالمتحدة والذي سيتقدم به رئيس السلطة محمود عباس الى الأمين العام للأمم المتحدة يوم الجمعة المقبل (23 سبتمبر الجاري). مشاركة واسعة وشارك في التجمّع لفيف من ممثلي المجتمع المدني بتونس من أحزاب سياسية ونقابات عمالية ومنظمات حقوقية وهيئات حماية الثورة وتحقيق أهدافها اضافة الى عدد من أفراد الجالية الفلسطينية في تونس. وكان التجمع مناسبة لتأكيد أهمية المسعى المتمثل في الاعتراف الدولي باستقلال دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية حيث شدّد المتدخلون والمحاضرون على قدرة هذا المطلب في حال اقراره على احداث منعرج هام في مشهد الصراع الفلسطيني الصهيوني وعلى تمكين الفلسطينيين من أوراق ضغط سياسية جديدة خلال مفاوضات السلام اضافة الى تعزيز حقهم في استقلال وسيادة دولتهم. واندرج هذا اللقاء في سياق فعاليات تنظمها السفارة الفلسطينية في تونس تتواصل الى يوم الجمعة المقبل. فمن المقرّر أن تتوّج هذه الفعاليات بتجمع «فلسطينيتونسي» أمام مقر السفارة تزامنا مع إلقاء رئيس السلطة محمود عباس «خطاب فلسطين» في الجمعية العامة يوم الجمعة القادم. السفير يكشف ويحذّر وفي لقاء بسفير فلسطينبتونس كشف السيد سلمان الهرفي ل «الشروق» عن أن الاعترافات الدولية باستقلال فلسطين على أرض 1967 ستتعدد خلال الاسابيع المقبلة مشيرا الى أن أكثر من ثلثي اعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة يعترفون بدولة فلسطين سواء سياسيا أو قانونيا وأن لدى فلسطين من الدعم ما يؤهلها لعقد جلسة في مجلس الأمن. وأضاف أن دولة فلسطين التي أعلنها ياسر عرفات في سنة 1988 تتمتع حاليا باعتراف 180 دولة مؤكدا أن الدول التي تعترف بفلسطين اكثر من الدول التي تعترف باسرائيل. وأشار الى أن المعارضة الاسرائيلية والامريكية لنيل العضوية في الأممالمتحدة تكمن في تخوفها من انضمام فلسطين الى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية وبالتالي تكون فلسطين مؤهلة لمساءلة اسرائيل قانونيا في حين أنها تريد الاستمرار في سياسة الاغتيالات والاقتحامات والاعتقالات والحصار والاغلاق وهدم البيوت وارتكاب جرائم الحرب دون حسب أو رقيب. كما أكّد أن هذا الاستحقاق الدولي سيمكن فلسطين من عضوية «اليونسكو» وبالتالي الدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية بكل نديّة. ونبّه في هذا السياق الى أن رفع «الفيتو» ضد هذا المسعى إنما هو دعم ومساندة لارهاب دولة اسرائيل وسياسة التطهير العرقي الاسرائيلية. وأشار الى أنه لا توجد خلافات فلسطينية مبدئية ضد نيل الاعتراف بعضوية فلسطين وإنما التحفظ ضد نيل الاعتراف بعضوية فلسطين وانما التحفظ قائم فحسب على عدم التشاور «الفلسطيني الفلسطيني» حول هذه النقطة. إلا أنه استدرك قائلا إن هذا الامر موكول الى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي الجهة الوحيدة المؤهلة للبت في هذا الاستحقاق.