المدة ساعتان... أي من الساعة الخامسة الى السابعة من مساء أول أمس... كان أحباء الشبيبة على موعد تاريخي خلال الجلسة العامة الانتخابية لانتخاب رئيسهم خلال الفترة النيابية القادمة. الحدث احتضنته القاعة المغطاة بدار الثقافة أسد بن الفرات، وقد احتكم الناخبون المسجلون الذين كان عددهم مخجلا (137) مقارنة بالقاعدة الجماهيرية الكبيرة للأخضر والأبيض وكذلك بالعدد الكبير منهم الذين اقتنوا اشتراكاتهم (386) مشترك الى صندوق الاقتراع لمنح أو سحب ثقتهم من قائمة الدكتور فاتح العلويني المترشح الوحيد لرئاسة الجمعية... العملية الانتخابية دارت في اطار من الديمقراطية والشفافية تحت اشراف لجنة مستقلة أعلنت بعد عملية الفرز عن ترشح فاتح العلويني وجماعته بعدد أصوات الحاضرين 108 مقابل 29 من الأوراق الملغاة. تطبيق البند الأخير من الفصل27 عديد الأحباء احتجوا بشدة على العملية الانتخابية، وقد عمّت الفوضى بعد إعلان اللجنة المستقلة للانتخابات عن النتيجة، حيث ذهب الى أذهان الأنصار أن النصاب لم يكتمل بحكم عدد المشتركين (386)... ولكن الناطق الرسمي للشبيبة الأستاذ حامد المغربي بدّد هذه الحيرة وامتصّ غضب الأحباء عندما أكد ل«الشروق» أن لجنة الانتخابات حكمت ضميرها عندما طبقت القانون واستندت الى البند الأخير من الفصل 27 الخاص بالجلسات العامة الانتخابية لأن اللجنة لم تتلق سوى ترشح الدكتور فاتح العلويني فقط على رأس قائمة، وهو ما جعلها تعتمد أصوات الحضور واعتبار العلويني مترشحا، لأنه حاز 108 أصوات من جملة 137 صوتا شاركوا في الانتخاب أي بنسبة تجاوزت بكثير ال51٪ المطلوبة والمخوّلة للوصول الى دفة التسيير. قانون اللعبة في الأخير ترشح العلويني وحقق فوزا ساحقا على معارضيه... ورغم ما قيل عن التكتيك والتخطيط وبعض الحسابات المحسوبة، فإنها في اعتقادنا تدخل في قانون اللعبة... وقد اقتنع في الأخير شق كبير من الأحباء بما حصل، لأن العلويني عرف كيف يواجه منافسيه، فمنهم من خيّر رمي المنديل... ومنهم من سقط بالضربة القاضية بعد الاعلان عن نتيجة ما أفرزه الصندوق... فاتح كسب الشرعية لقيادة سفينة الأغالبة ولا ننسى أن وراءه (11) عضوا منتخبا ستكون مسؤوليتهم جسيمة وكلمتهم مسموعة لأنهم سوف لن يكونوا كما عهدناهم أعضاء للديكور وشخصيات وهميّة من ورق في الهيئات المديرة السابقة في العهد البائد عهد التعيينات والتزكية... وهو ما يجعلنا ننتظر نقلة نوعية في طريقة التسيير خاصة وأن بعض المؤشرات وبعض المواقف تؤكد أن فاتح العلويني سيعمل على تغيير سياسة تعامله مع المحيطين به، وفتح صفحة جديدة حتى مع معارضيه أملا في التفاف جميع الأطراف حول الأخضر والأبيض في موسم نتمناه أن يكون استثنائيا على جميع الواجهات وفي جميع الفروع والأصناف.