من أسباب ومبررات قيام التخطيط في التربية وايلاء عنصر الزمن الاهتمام الأكبر فيه ما دعت اليه الحاجة من توفير تنظيم محكم للتربية يراعي مصلحة التلميذ الفضلى ويحترم التوقيت القانوني المخصص للدراسة، مما يفترض هذا التنظيم نمطا معينا وتوزيعيا متوازيا بين أنشطة التعليم والتقييم وأنشطة الراحة والترفيه، ذلك ان البحث في هذا الموضوع يؤكد ان تحسين الجودة في مجال التربية والتعليم هو رهان تظافر جهود عديدة قصد الرفع من مستوى التعليم والتلميذ والنهوض باقتصاد البلاد باعتبار «أن تقدم الاقتصاد يبقى رهين الاستثمار داخل التربية «فالاستجابة لحاجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية تتم عن طريق رسم الأهداف التربوية التي تكون كفيلة بتحقيق هذه الغاية. وقد اهتمت هذه الدراسة بأثر الزمن المدرسي في تحصيل التلاميذ وخاصة منهم المتفوقين، قصد وضع سياسات خاصة وبرامج متنوعة لرعاية هؤلاء المتفوقين وتحفيزهم ودفعهم الى الوصول الى تحقيق أقصى فاعلية من أجل استثمار ذلك في مجال التنمية، فالمتفوقون في الدراسة هم من أحكموا السيطرة على الزمن ووظفوه توظيفا يخدم قدراتهم ويحفظ طاقاتهم العقلية الفائقة، لذلك كان من الضروري الاعتناء بهذه الطاقات والقدرات من أجل رعايتها وتهذيبها وصقلها. هذا الاهتمام بالتلميذ هو في واقع الأمر اهتمام بالواقع التربوي وفهم للعملية التربوية فهما يقتضي اعادة تنظيم وادارة واستغلال كل المؤثرات الداخلية والخارجية فيها، والحق أن فهمنا لهذه العملية وهذا التلميذ لا يستقيم أو يكتمل ما لم نتعرف على الظروف التنظيمية للعملية التعليمية وكل الظروف الخارجية التي تؤثر فيها، ذلك ان هذا التنظيم له صلة في الواقع بعالم التفوق في الدراسة الذي يحدث في الزمن تغييرا وتبديلا وتكيفا سليما بين أوقات الدراسة والمراجعة والترفيه والراحة والفراغ، لما لهذه المستويات الزمنية من تداخل وتكامل في تحديد نشاط التلميذ الدراسي داخل المؤسسة وكذلك النشاط الاجتماعي والعملي خارج هذه المؤسسة.