شيّع آلاف المصريين أمس جثمان خالد عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي وافته المنية أول أمس باحدى مستشفيات القاهرة بعد صراع طويل مع المرض وتقدم الجنازة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة. والفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة وعدد من كبار الشخصيات العسكرية والحكومية. وتحولت جنازة الراحل الى مظاهرة ضدّ اسرائيل والولايات المتحدة وردّد آلاف المشيعين هتافات وشعارات ضدّ اسرائيل وأمريكا، كما استذكروا مناقب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ونجله الذي رحل أول أمس. صراع مع المرض وكان خالد عبد الناصر أصيب بهزال شديد على إثر عملية جراحية أجريت له في احدى المستشفيات البريطانية قبل نحو 9 أشهر وقبل 3 أيام فقط نقل الراحل الى مستشفى «المقاولون العرب» بالقاهرة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة عن عمر يناهز ال62 عاما. وذكرت مصادر طبية أنه كان يعاني من اختلال الوعي واضطرابات في وظائف الكلى. ولد خالد عبد الناصر في ديسمبر عام 1949، وعاش في المنزل الخاص بوالده في منطقة «منشية البكري»، وحصل على شهادة في الهندسة المدنية من جامعة القاهرة عام 1971، أي بعد عام من وفاة والده، ثم حصل على دكتوراه في تخطيط النقل من جامعة «كامبريدج» بلندن عام 1979. وفي أواخر ثمانينات القرن الماضي، اتهم خالد عبد الناصر بتمويل تنظيم «ثورة مصر»، والذي أسسه ضابط المخابرات السابق، محمود نور الدين، وهو تنظيم مسلح قام بتنفيذ عمليات اغتيال ضد عدد من المسؤولين الأمنيين بالسفارة الإسرائيلية في القاهرة. واضطر نجل الرئيس الراحل إلى مغادرة مصر، حيث أقام لفترة في لندن، قبل أن ينتقل إلى يوغوسلافيا السابقة حيث مكث بها نحو ثلاث سنوات، بعد صدور حكم بإعدامه، ولم يتمكن خلال تلك الفترة من حضور جنازة والدته، تحية عبد الناصر، وبعد عودته إلى القاهرة، خضع للمحاكمة مجدداً، حيث حصل على حكم بالبراءة. وبينما كان «ميدان التحرير» يكتظ بمئات الآلاف من المحتجين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس السابق، حسني مبارك، كان خالد عبد الناصر يخضع لجراحة دقيقة في الجهاز الهضمي بالعاصمة البريطانية، إلا أن حالته الصحية تدهورت بعد هذه الجراحة.