قضت الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس بالسجن على كل من إسلام محجوب وأحمد ناصف وعبد القادر الوسلاتي لمدة سنتين وغرامة مالية بألفي دينار بعد إدانتهم بتهمة استهلاك مادة «الكوكايين». كما قضت المحكمة بسجن المتهم سند الهنشير مدة 8 سنوات، سنتين على خلفية الاستهلاك مع غرامة بألفي دينار، و6 سنوات من أجل التوسط مع 5 آلاف دينار غرامة مالية. وقد مثل كل من أحمد ناصف وإسلام محجوب وعبد القادر الوسلاتي وسند الهنشير في حالة إيقاف بينما مازال كل من المتهمين عصام الوزير والمهدي الهذيلي في حالة فرار. ويشار إلى أن القضية انطلقت على إثر عثور لجنة تقصي الحقائق حول الفساد والرشوة وأثناء مباشرتها لأعمالها داخل القصر الرئاسي على وثيقة تحليل بيولوجية أثبتت استهلاك كل من أحمد ناصف وإسلام محجوب لمادة الكوكايين. كما أفاد علي السرياطي أنه خلال سنة 2008 وقع تكليفه من قبل الرئيس المخلوع وزوجته بإخضاع المدعو أحمد ناصف للمراقبة والمتابعة الميدانية لشكوكهم في انخراطه في ميدان المخدرات. وحسب ما جاء في قرار دائرة الاتهام. وباستنطاق المتهم أحمد ناصف في جلسة الأمس أكد أنه قد استهلك مادة الكوكايين منذ سنة 2007 عندما كان متواجدا في انقلترا وعند عودته إلى تونس ونظرا للحالة النفسية الصعبة التي كان عليها فقد عزم على استهلاك تلك المادة وأضاف أن المتهم سند الهنشير هو من لعب دور الوسيط في تزويده بها من قبل المتهم الفار عصام الوزير، لكن دون مقابل مادي. وصرح أنه استهلكها بمعية إسلام محجوب ابن خالته في منزله في مناسبة واحدة، وأعاد الاستهلاك بمفرده في مناسبتين في الطريق العام. ومن جانبه اعترف المتهم اسلام محجوب باستهلاكه للمادة المخدرة مؤكدا أنه أثناء تحوله مع أحمد ناصف إلى المطعم الكائن بحلق الوادي والذي يشرف عليه المتهم سند الهنشير وبعد انتهاء الجلسة الخمرية وقع الاتفاق في ما بينهم على استهلاك مادة الكوكايين. في المقابل أنكر معرفته بالمزوّد. وأضاف أنه وقعت دعوته بمعية أحمد ناصف إلى القصر الرئاسي بعد أن حامت الشكوك حولهما وهناك استفسرهما علي السرياطي عن حقيقة الأمر وتم اخضاعهما للتحاليل التي كانت إيجابية ووقعا اثرها اخضاعهما للتداوي بمصحة خاصة بجهة سكرة. وقال انه استهلك المادة في مناسبة واحدة. ونفى مشاركة المتهم الثالث عبد القادر الوسلاتي الاستهلاك معه. وبسؤال هذا الأخير عن تورطه في الاستهلاك أكد أنه استهلك تلك المادة عندما كان في فرنسا ونفى استهلاكها في تونس وأكد أيضا معرفته بجميع المتهمين في هذه القضية باستثناء المتهم عصام الوزير كما تمسّك المتهم سند الهنشير بأقواله ونفى نفيا قطعيا تورّطه في الاستهلاك موضحا أنه يعرف أحمد ناصف باعتباره يتردّد على المطعم الذي يديره لا أكثر. وأضاف أنه سبق وأن ألقي عليه القبض سنة 2008 بتهمة استهلاك مادة مخدرة إلا أن التحاليل أثبتت عكس ذلك، وصرح ان ما حصل له من إيقاف كان بإيعاز من إسلام محجوب وأحمد ناصف الذي تربطه به علاقة عداوة. هيئة الدفاع أكثر من 11 محاميا الذين رافعوا في هذه القضية وتراوحت مرافعاتهم بين الطلب بالنزول بالعقاب إلى أدناه في حق المتهمين أحمد ناصف وإسلام محجوب وعبد القادر الوسلاتي وبعدم سماع الدعوى في حق المتهم سند الهنشير. حيث طلب محامو أحمد ناصف وإسلام محجوب بإسعافهما بأقصى ظروف التلطيف نظرا لصغر سنهما ونقاوة سوابقهما العدلية. كما أشار أحدهم إلى بطلان الاجراءات. فيما طالب محامو سند الهنشير بالحكم بعدم سماع الدعوى واعتبروا ان التهمة كيدية في حق منوّبهم وأن ليس له من دخل في ما نسب إليه من تهم. كما سجلت هيئة المحكمة حضور المحامين اللذين وقع تسخيرهما في حق المتهمين الفارين.