محكوم على كل حل للقضية الفلسطينية لا يلتزم بتحرير وباستقلال كل أرض فلسطين ولا يضمن عودة كافة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم المسلوبة , ويقسم أرض فلسطين إلى واحدة محتلة وأخرى أرض إسرائيلية.. محكوم عليه بالفشل والسقوط والتيه صلب ذاكرة فلسطينية وعربية وإسلامية تأبى النسيان وتجاوز ما كان. محكوم على كل دولة فلسطينية مستقبلية لا تقوم على كل تراب فلسطين من البحر إلى النهر.. ولا تؤمّن الارتباط التاريخي والوطني بين فلسطينيي الخط الأخضر والذين يطلق عليهم اليوم كذبا وزورا اسم «عرب 48» وبين باقي الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الشتات.. محكوم عليها بالاضمحلال والتلاشي قبل فعل التأسيس والتشييد. ومحكوم أيضا على كل من يناضل في سبيل القضية الفلسطينية أن يحرر فلسطين بترابها وأرضها وزيتونها ومساجدها وكنائسها من تواريخ الحروب ومذكرات النكسات وان يدرك أنه لا قيمة قانونية وأخلاقية وسياسية ونضالية لأي حل ترقيعي للقضية الفلسطينية يقوم على «شبر» من أرض الأجداد . بعد ستين عاما من النضال والمقاومة , تشحذ منظمة التحرير الفلسطينية قواها التحررية وتستجمع معها بعضا من الثوريين و«القوميين» الجدد الذين يرفضون المساس ب«كامب ديفيد», والذين يعينون كتّاب دولة كانوا بالأمس سفراء في الكيان الاستيطاني, والذين لا يرون أي إشكال في الاستنجاد بالأطلسي لتحريرهم من الطاغية تجمع كل هؤلاء لضمان اعتراف دولي باستقلال دولة فلسطين على حدود 1967 من دون أية إشارة لا من قريب ولا من بعيد لحق العودة ولا إلى الأسرى . بعد ستين عاما من النضال والجهاد , ينزل سقف المطالب الفلسطينية إلى حد 22 بالمائة من أرض «تتكلم عربي» وتأبى التشويه والانسلاخ عن هويتها وثقافتها حتى وإن قبل أبناؤها لها هذا الخزي والعار . أعدى أعداء «استحقاق أيلول» يكمن في الذاكرة الفلسطينية التي لم تنس بعد ولا نظنها ستنسى أن مدن «اللد» و«الصفد» و«تل الربيع» و«حيفا» وغيرها لا تزال تقبع منذ 1948 تحت احتلال صهيوني غاشم غيّر الجغرافيا ولكنه عجز عن تغيير تاريخ وهويّة هذه المحافظات الفلسطينية.. أعدى أعداء «استحقاق أيلول» يتمثل في اللاجئين الفلسطينيين الموزعين على كل أصقاع العالم والذين تلهج ألسنتهم بذكر فلسطين ولا تفتر شفاههم عن تذكّرها وتذكيرها للأبناء والأحفاد.. والذين كتبوا في وصايا وفاياتهم.. حرام على رفاتي البقاء بعيدا عن تراب فلسطين. أعدى أعداء «استحقاق أيلول».. شباب فلسطيني في الداخل أو في الشتات منح للمفاوضين الفلسطينيين أكثر من فرصة لاسترجاع الوطن المسلوب ولاسترداد الحق المغصوب فإذا بهم يرجعون إليهم ب«مشاريع دولة مفتتة وممزقة» لا تزال تنتظر موافقة من البيت الأبيض ومن اللجنة الرباعية .. أعدى أعداء «استحقاق أيلول» .. عبارة قالها القائد جمال عبد الناصر بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فإذا بها بمقتضى التجارب التاريخية والسياسية والعسكرية تتحول إلى قاعدة كبرى لا يحيد عنها إلا هالك . عفوا .. لكل داعمي «استحقاق ايلول» .. ف«فلسطينكم» من الضفة إلى القطاع.. و«فلسطيننا» من البحر إلى النهر بغير اقتطاع.. «فلسطينكم» بلا أسرى وبلا عودة و«فلسطيننا» باللاجئين وبالأسرى تعود .. «فلسطينكم» مقيدة بالأرقام و«فلسطيننا» متحررة من الأوهام .. «فلسطينكم» تنال اعترافها في الأممالمتحدةو«فلسطيننا» تنال اعترافها من ميدان الشهادة والنضال والمقاومة .. «فلسطينكم» توأد ب«فيتو» أمريكي .. و«فلسطيننا» تنكس رأس الصهاينة والأمريكان .. رسالة واحدة, للقيادة الفلسطينية لا تقيدوا حلم الفلسطينيين ولا تخنقوا تطلعات الثائرين.. فإن عجزتم عن التحرير وبناء الدولة فلا تدخلوهم في الخندق الأمريكي ولا تقنعوهم بالأطروحات الصهيونية حيال فلسطين .. واتركوهم.. فقد ولدوا لزمان غير زمانكم وخلقوا لسياق سياسي واستراتيجي غير سياقكم.. فاتركوهم.. فعلى أرض فلسطين ما يستحق الشهادة والنضال والمقاومة.