استغل الحرس الثوري الايراني الفوضى التي حصلت في ليبيا وارسل وحدات من «فيلق القدس» للاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة المتطوّرة بينها العشرات من صواريخ «سام» المضادة للطائرات. وقالت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية أمس ان كميات كبيرة من أسلحة القذافي المتطوّرة باتت الآن عند الايرانيين. وأضافت الصحيفة قولها إن الحرس الثوري الايراني «سرق» العشرات من صواريخ أرض جو الروسية المتطوّرة من ليبيا مستغلا الفوضى التي اجتاحت ليبيا في أعقاب انهيار نظام العقيد معمّر القذافي. صواريخ خطيرة وأوضحت ان وحدات الحرس الثوري الايراني التي تدخلت في ليبيا انطلقت من قاعدة سرية للحرس الايراني في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وتم انشاء هذه القاعدة بموجب اتفاق إيراني سوداني ينص على قيام الايرانيين بمساعدة الجيش السوداني في الحملات ضد المجموعات المتمردة. واعتبرت الصحيفة نقلا عن مسؤولي استخبارات غربيين ان الأخطر في العملية هو حصول الايرانيين على صواريخ ليبية روسية الصنع مضادة للطائرات من طراز سام 24 باعتها موسكو الى نظام القذافي سنة 2005. وتتميّز هذه الصواريخ بقدرتها على اسقاط طائرات تعلّق على ارتفاع 11 ألف قدم، وهي تشبه من حيث القدرة صواريخ «ستينغر» الأمريكية التي استخدمها المجاهدون الأفغان المدعومون من قبل الولاياتالمتحدة في حربهم ضد القوات السوفياتية في أفغانستان. وقد استخدم تنظيم «القاعدة» صاروخا من هذا النوع في المحاولة الفاشلة لإسقاط طائرة ركاب إسرائيلية بعد اقلاعها من مطار مومباسا الكيني عام 2002. وقالت الصحيفة البريطانية ان وحدات الحرس الثوري الايراني استولت على العشرات من الصواريخ الليبية المضادة للطائرات ونقلتها الى السودان في مرحلة أولى. تحذيرات جدية وحسب الصحيفة فقد تردد ان بعض هذه الصواريخ تم تهريبها الى مصر. وقالت الصحيفة ايضا ان «إيران اتهمت في السابق بتهريب أسلحة من السودان الى قطاع غزة حيث تم استخدامها لشن هجمات ضد إسرائيل وان طائرات حربية اسرائيلية كانت قامت بقصف قافلة أسلحة إيرانية في السودان كانت تنقل أسلحة الى مقاتلي حركة حماس في غزة» على حد تعبيرها. وأضافت ان وكالة المخابرات الأمريكية والأوروبية بدأت جهودا منسقة لتعقب الأسلحة الليبية المفقودة في شمال افريقيا للتأكد من أنها لن تستخدم لشن موجة جديدة من الهجمات الارهابية ضد أهداف غربية. ونسبت الصحيفة الى ضابط استخبارات غربي كبير قوله إن إيران تدعم بقوة عددا من الجماعات الاسلامية في مصر وقطاع غزة وجنوب لبنان وهناك قلق من أن هذه الأسلحة المتطوّرة ستصل في نهاية المطاف الى أيدي الجماعات الارهابية ولن تكون أي طائرة مدنية في المنطقة بمأمن من هجوم في حال وقعت صواريخ سام 24 في الأيادي الخطإ.