نجحت فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني بصفاقس بالتنسيق مع فرقة الأبحاث المركزية بالعوينة ليلة أول أمس في القبض على قاتل رجل الأعمال عماد الكراي مع شريكه في جريمة القتل التي هزت صفاقس وتحولت الى قضية رأي عام لشناعتها وغموضها. مصادر «الشروق» تؤكد أن القاتل أصيل من معتمدية «سبيبة» من ولاية القصرين وهو مصنف من المجرمين الخطيرين باعتباره من ذوي السوابق العدلية ومن حملة السلاح لتنفيذ عملياته الاجرامية التي يبدو أنها كثيرة جدا . «الشروق» تحصلت على كل التفاصيل الأولية لعملية الايقاع بالمجرم الذي اقتحم منزل الضحية وأجهز عليه بطلقة نارية من بندقية صيد بدافع السرقة حسب اعترافات القاتل صباح يوم أمس الجمعة بمقر فرقة الابحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني . غموض تكشفه البصمات ليلة الواقعة الموافق ليوم 13 سبتمبر الجاري، عثر المحققون على بعض التفاصيل التي تقودهم للقاتل، من هذه التفاصيل، بعض البصمات التي علقت بالباب الخارجي لمنزل الضحية، البصمات تم رفعها، لكن قبل نتائج التحاليل، مشط الأعوان كل المنطقة التي حصلت بها جريمة القتل الشنيعة لكن المجهودات لم تكلل بالنجاح باعتبار ان القاتل غادر صفاقس تحت جنح الظلام . المحققون رفعوا كل الأرقام الهاتفية التي اتصل بها الضحية أو التي اتصلت بالهالك، لكن تحليلها لم يفض الى نتائج ملموسة تفيد مجريات البحث، بل النتيجة الوحيدة التي برزت هو أن القاتل لا تربطه أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالضحية . ومع ذلك، تم اخضاع العديد من أصدقائه للتحريات التي شملت أفراد العائلة، وكان هدف الجهاز الأمني هو معرفة هوية المتهم الذي وبعد جريمته مباشرة تحرك الشارع بصفاقس واحتج على الأداء الأمني الذي وصف بالهش . قضية رأي عام الاحتجاجات التي وصفت صفاقس ب «شيكاغو» لم تشوش على سير التحقيقات بل حركت الجهات الأمنية المعنية للمزيد من المجهودات لضمان أمن أهالي صفاقس التي تزامنت فيها جرائم القتل وبلغت 4 جرائم كانت كافية لتخلق حالة من الهلع والخوف في نفوس الأهالي . نتائج تحليل البصمات أكدت أن القاتل معروف بسوابقه العدلية، وهو مصنف من المجرمين الخطيرين وهو من المجرمين المسلحين في أغلب الأحيان وقاطن بصفاقس وتحديدا بالمنطقة القريبة من منزل الضحية وهو أصيل منطقة «سبيبة» وقد فضل الفرار الى مسقط رأسه ليلة الواقعة . هوية الهالك التي باتت معلومة مساء أول أمس كانت كافية للقبض عليه بالتنسيق مع أعوان الحرس الوطني بالقصرين الذين نجحوا في القبض عليه ليلة أول أمس وقد سلموه صباح يوم أمس الجمعة الى فرقة الأبحاث والتفتيش التي أخضعته للتحريات فاعترف بجريمته مؤكدا أن الدافع هو السرقة . معلومات أخرى حصلت عليها «الشروق» من خارج البطاقة الاعلامية التي أمدنا بها المراسل الجهوي لولاية صفاقس مشكورا، هذه المعلومات تؤكد أن الجهات الأمنية حجزت بندقية صيد على ملك القاتل، مع بندقية صيد ثانية لم يتحدد بعد مصدرها وهي مسروقة على أرجح الظن . معلومات أخرى ثابتة تؤكد أن القاتل قد استعان بأحد أصدقائه، وقد تم القبض على الشريك الذي يخضع هو الآخر للتحريات، وبذلك يمكن التأكيد حسب البطاقة الاعلامية للولاية أن كل المتهمين في جرائم القتل التي جدت في الفترة الأخيرة بصفاقس هم الآن قيد الايقاف في انتظار احالتهم على العدالة لتنظر في شأنهم . من المعلومات الأخرى التي لا تقل أهمية نورد تلك التي توصلت اليها الأبحاث يوم أمس الجمعة، اذ اتضح أن القاتل ارتكب سلسلة من السرقات و«البراكجات» بصفاقس قبل أن يغلق ملف اجرامه بجريمة قتل شنيعة تحولت الى موضوع رأي عام . بقي أن نشير الى أن خبر القبض على القاتل صبيحة يوم أمس الجمعة تلقفه الأهالي باستبشار كبير وثناء على المجهود الأمني، هذا الاستبشار يعني فيما يعني المطالبة بمزيد التكثيف من الحملات خاصة وان الهدوء عاد الى صفاقس وهي الجهة التي تحرص على الانطلاقة الحقيقية في الدفع بالتنمية الى الأمام .