بعد القبض على قاتلي رجل الاعمال عماد الكراي وما اكتنف هذه الجريمة من غموض على امتداد أكثر من عشرة أيام حيث ذهب سوء ظن البعض إلى درجة توجيه أصابع الاتهام لابنة الضحية مما زاد الامور تعقيدا تمكن رجال الأمن من كشف خيوط هذه الجريمة ومما يذكر في تفاصيل القضية التي جدت أحداثها ليلة الاربعاء 10 سبتمبر أنه عندما اتصلت زوجة الضحية برب البيت لتعلمه باستماعها لاصوات غريبة خارج أسوار منزل العائلة وحلّ الهالك بعد دقائق ليودع سيارته بمستودع المنزل ورغم قيامه بجولة في أرجاء الحديقة لم يتفطن لوجود الجاني وهو شاب من مواليد سنة 1986 كان مختفيا بأحد أركان الحديقة بعد تسلقه للجدار المحيط للمنزل رغم علوّه. وقد اعترف الجاني أنه كان يعلم بوجود كلاب الحراسة وبأنها كانت موثوقة بعد معاينته للمكان على امتداد فترة طويلة ويضيف المتهم الرئيسي في سياق تصريحاته أنه لما تفطن اليه المجني عليه كان متسلحا ببندقية صيد من صنع يدوي لذلك أراد الضحية تخويفه بلعبة مسدس، ونظرا لكون الجاني يجهل أن المسدس مجرد لعبة فقد صوّب نحوه البندقية التي كانت بحوزته وأطلق عليه عيارا ناريا واحدا ثم التقط المسدس اللعبة وأراد الفرار لكن خروج ابنته الضحية وبيدها بندقية صيد والدها دفعه الى الهجوم عليها وافتكاك السلاح منها وعندما فرّت من أمامه أراد مطاردتها هي ووالدتها التي كانت خارج المنزل لكنهما كانتا أسرع منه فأوصدتا باب المطبخ في وجهه ومن سوء حظ المجرم فقد ترك بصماته على باب المطبخ أثناء محاولته اليائسة لولوجه أما شريكه فظل خارج سوار المنزل يحرس المكان كعادته في ذات الليلة و جرّ الثنائي أذيال الخيبة واتفقا على أن يفترقا كل في مكان معين حيث مكث الشريك ب»منشر الفحم» الواقع بطريق منزل شاكر وغادر المتهم الرئيسي صفاقس في اتجاه مسقط رأسه بسبيبة لتنطلق التحقيقات والتحريات الأمنية حيث كان من الصعب حصر الشبهة في شخص معين باعتبار أن الجريمة وحجم المصيبة دفعت بعديد الأشخاص للتحول الى موطن الواقعة فتعددت البصمات واختلط الحابل بالنابل مما زاد في الامور تعقيدا أثر سلبا على سير الابحاث رغم ان التحقيقات شملت 100 طرف في المجمل عندها قررّ الباحثون الخروج من دائرة التحقيقات العائلية الى وجهة أخرى وتأكدت شكوكهم في أشخاص معينة وتحديدا ب»منشر الفحم» لتوسيع البحث ويشمل عددا كبيرا من العاملين به، وهم عبارة عن عائلة واحدة تحمل نفس اللقب وبطريقتهم الخاصة توصل أعوان فرقة الابحاث والتفتيش بصفاقس وأعوان الفرقة المركزية 2 للابحاث والتفتيش بالعوينة المشهود لهم بالكفاءة العالية والخبرة في الكشف عن عديد الجرائم الغامضة من معرفة هوية الجانيين ليتم القبض على المتهم الاول بمقر عمله ب»المنشر» وعلى الفاعل الاصلي في مرحلة ثانية بمسقط رأسه بسبيبة ليتم اقتيادهما لمقر الفرقة تحت حراسة أمنية مشددة ووسط فرحة عارمة تبادل فيها الأعوان وكبار المسؤولين التهاني عقبها ذبح خروف أمام مقر الفرقة احتفاء بالحدث السعيد والكشف عن جريمة أرّقتهم ليلا نهارا على امتداد أكثر من 10 أيام. المتهم الرئيسي ويدعى لطفي السوسي من ذوي السوابق العدلية في السرقة باستعمال الاسلحة البيضاء سبق أن تورط سنة 2009 في جريمة مماثلة وألقي عليه القبض من طرف فرقة الابحاث والتفتيش بصفاقس نال على اثرها عقابا بالسجن لمدة 4 سنوات ثم فرّ عقب أحداث الثورة من السجن. الطرف الثاني في القضية من مواليد سنة 1992 من أصحاب السوابق العدلية سبق وأن شارك الجاني في عملية مماثلة حيث اقتحم احدى المنازل الفاخرة وهدد فتاة وسيدة كانت بصدد أداء صلاتها وبعد انتظارهما لها لحين اطلاقها السلام أشهرا في وجهها بندقية الصيد وتحت وطأة التهديد مكنتهما من مبلغ مالي فاق ألفي دينار ومن ساعات يدوية ذات ماركات عالمية.