إذا مررت يوما أمام سوق الدواب المتواجد بالمدخل الشمالي لمدينة باجة سيجلب انتباهك محراث من أكبر ما شاهدت العين وهو من مخلّفات المعرض الفلاحي والتجاري. هذا المعرض انطلق نشاطه بباجة في العهد البورقيبي وتواصل في عهد المخلوع وكان قوميا في بدايته وشاركت فيه العديد من الدول الشقيقة ثم تقلّص نشاطه فأصبح وطنيا وانتهى محليا قبل ان تغلق أبوابه منذ ثلاث سنوات. كان يمثّل المتنفّس الترفيهي والفلاحي والاقتصادي والثقافي لسكان باجة وما جاورها من مدن الشمال الغربي قبل العودة المدرسية بأيام فكان المواطن يجد ضالته في المعرض من حيث تنوّع البضائع المعروضة وأسعار في متناول الجميع. أما اليوم وبعد ان أغلقت أبواب المعرض لمدة 3 سنوات كنّا نتوقّع أن تتحرّك المنظّمات الساهرة على تنشيط المعرض وتفتح أبوابه بعد ثورة الكرامة وتعيده الى سالف نشاطه غير أن هذه الأيام أصبحت المنظمة الفلاحية غارقة في مشاكلها بين صمود الشرعية وتحدي الثورية وتشتّت مصالح الفلاّح بين هذا وذلك. أما منظمة الأعراف وهي اللاعب الأساسي في شركة المعرض الفلاحي والتجاري فنشاطها محتشم وقد تمثل في بعض الأيام التجارية في شهر رمضان المعظم حيث شارك فيها تجار نهج فرحات حشاد ونهج خير الدين وطغت على السلع المعروضة التحف والحلويات بأنواعها وخاصة ما يسمى بمقروض القيروان.. وهكذا لم يجد المواطن ضالته كالأدوات المدرسية ولباس الأطفال، وقد زاد ضيق المكان وارتفاع الأسعار في قلق المواطن لأنه لم يجد بداخله ضالته. أين الملفات المؤرقة للمواطن؟ هل من تفكير جدّي لفتح العديد من المشاكل والملفات التي تشغل بال المواطن كإعادة فتح المسبح البلدي للعموم وملف المعرض الفلاحي والتجاري ومحطة النقل البري «المعلّق» وملفّ السجن المدني «المدْفون» ومشروع ترميم القصبة وغيرها... لقد ولّى عهد الظلم والاستفراد بالرأي وأصبح لزاما علينا جميعا ان نتدارس المواضيع التي تناساها النظام البائد عمْدا..