تشكلت في الأراضي المحتلة لجان شعبية لحماية البلدات والقرى الفلسطينية على إثر تصاعد وتيرة هجمات المستوطنين وتزايد اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم ردّا على تقدم السلطة الفلسطينية رسميا بطلب الانضمام الى الأممالمتحدة. وتمكنت اللجان الشعبية مؤخرا من صدّ بعض هجمات المستوطنين التي تصاعدت وتيرتها بعد خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وتقديم طلب منح فلسطين صفة العضوية الكاملة في المنتظم الأممي وقام المستوطنون مؤخرا باستهداف قرية «قصرة» وأحرقوا مسجد «النورين» وحطموا بعض الممتلكات الخاصة بالفلسطينيين، وشملت اعتداءاتهم أيضا مزارع القرويين بين نهب وحرق واقتلاع لأشجار الزيتون. دعم وأكد غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية أن القيادة الفلسطينية تدعم تشكيل لجان شعبية للدفاع عن القرى والبلدات والممتلكات العامة والخاصة وأن دور هذه اللجان لا يتعارض مع دور الأجهزة الأمنية وتابع أن اللجان الشعبية مبادرة أثبتت فعاليتها في حماية الممتلكات الفلسطينية من اعتداءات المستوطنين. ودعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم من جهته الى تعميم فكرة لجان الحراسة الشعبية على كل أراضي الضفة الغربية، مشيرا الى أنه لا يوجد سبيل أفضل من هذه اللجان لمواجهة قطعان المستوطنين وأضاف أن السياسة الاسرائيلية سياسة عنصرية استيطانية والسبيل لمواجهتها في المرحلة الراهنة هو بتفعيل المقاومة الشعبية. وفي سياق متصل أعلن محافظ مدينة نابلس اللواء جبرين البكري أنه أعطى توجيهاته بتشكيل لجان حراسة شعبية في التجمعات السكنية المحاذية للمستوطنات. غرفة عمليات وفي الاطار ذاته أعلن ناشطون فلسطينيون من تجمع «شباب ضد الاستيطان» تشكيل غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة لمتابعة تحركات المستوطنين المتطرفين في مدينة الخليل، ورصد أي انتهاك يقومون به. وتتكون غرفة عمليات من شباب متطوعين من مختلف الأعمار والمستويات وهي تعمل أيضا على دراسة كيفية مواجهة اعتداءات المستوطنين بالكلاب على العائلات الفلسطينية. وذكرت مصادر فلسطينية أن الحكومة الاسرائيلية أعطت الضوء الأخضر للمستوطنين لاستباحة الأرض الفلسطينية وتنفيذ سلسلة اعتداءات انتقامية ردّا على توجه السلطة الفلسطينية إلى الأممالمتحدة لطلب العضوية الكاملة. وأضافت أن السلطة الاسرائيلية تدعم بشكل معلن وعملي خطة «بذور الصيف» التي أعدّها المتطرفون اليهود والمستوطنون في اطار حملة اعتداءات منظمة على الفلسطينيين وممتلكاتهم. اعتداءات وحاول عشرات المستوطنين أمس اقتحام أحياء عربية في مدينة الخليل، وحاول عشرات آخرون كانوا مسلحين اقتحام مناطق علىنقاط الاحتكاك مع الفلسطينيين بالخليل. كما أكدت مصادر من بيت لحم أن مستوطنين متطرفين قاموا أمس بتعليق لافتات على معظم الطرق بالضفة الغربية كتبوا عليها شعارات تهدّد العرب بالذبح. وفي القاهرة وزع المركز الاعلامي للأمم المتحدة تقريرا أكد فيه تصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين من هدم للبيوت وعنف جسدي ونهب وتخريب للممتلكات.