استؤنفت أخيرا الاتصالات بين الاسرائيليين والأتراك بمبادرة أمريكية في محاولة لحلّ الأزمة في العلاقات بين الطرفين اقترحت أن يقدم شمعون بيريز اعتذارا عن مقتل نشطاء أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزّة. أفادت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أمس أن الاقتراح الأمريكي الذي تمّ طرحه على الجانبين قبل أسبوعين وصادق عليه طاقم الوزراء الاسرائيليين الثمانية من حيث المبدإ يقضي بأن يتم إجراء محادثة هاتفية بين بيريز ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ويتمّ خلالها تقديم اعتذار. رفض لكن مصادر سياسية اسرائيلية رفيعة المستوى قالت للصحيفة إن الجانب التركي رفض الاقتراح وأصرّ على موقفه الداعي الى أن تقدّم اسرائيل اعتذارا على قتل قواتها ل9 نشطاء شاركوا في أسطول الحرية ودفع تعويضات مالية لعائلاتهم ورفع الحصار البحري عن غزّة وكانت اسرائيل قد رفضت هذه الشروط بشكل مطلق. ورغم ذلك نقلت الصحيفة عن مصادر ديبلوماسية قولها ان الجانب التركي لم يرفض الاقتراح الأمريكي بشكل مطلق وإنما أبقي الباب مفتوحا. واعتبرت أن الدليل على ذلك قول أردوغان خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الأسبوع الماضي انه لا يوجد للشعب التركي أي شيء ضد الاسرائيليين وإنما ضد حكومة اسرائيل فقط. وقالت المصادر الديبلوماسية الاسرائيلية إن أقوال أردوغان هذه كانت غايتها التفريق بين حكومة نتنياهو وبيريز. ووفقا لمسؤولين اسرائيليين كبار فإنه تجري مؤخرا محاولات للتوصّل الى تسوية بين تركيا واسرائيل على الرغم من انتقادات أردوغان لإسرائيل وأن الأخيرة قرّرت عدم الانجرار الى هذه الانتقادات والتعامل معها على أساس أن «كلب ينبح لا يعض». هجوم اسرائيلي من جانبه وصف وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان القيادة التركية وعلى رأسها أردوغان بأنها «قيادة إسلامية متطرّفة» تساند الارهاب وتغذّيه، على حدّ تعبيره. وقال ليبرمان ان «تفوّهات» أردوغان عبر وسائل الاعلام لا تضرّ بإسرائيل بل تشكل دعما للنشاط الاعلامي الاسرائيلي، مشيرا الى أن حكومته ستقف الى جانب الجنود الذين شاركوا في عملية الاستيلاء على سفينة «مرمرة» التركية. في هذه الأثناء أكد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إن فرض عقوبات من قبل الأممالمتحدة على إسرائيل يساعد في حل الصراع «الإسرائيلي الفلسطيني». وأضاف إنه لا يشعر بأن الرباعية الدولية تريد حقا حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشار إلى أن مجلس الأمن قد أصدر حتى اليوم أكثر من 89 قرارا تتضمن عقوبات مستقبلية على إسرائيل، إلا أنها لم تخرج إلى حيز التنفيذ. وأضاف أن عدم فرض القرارات على إسرائيل مثير للتساؤل، وعندما يكون الحديث عن إيران يتم فرض العقوبات عليها، والأمر نفسه بالنسبة للسودان، ف«لماذا لا تفرض على إسرائيل؟». وتابع أنه لو فرضت القرارات على إسرائيل لتم حل الصراع منذ مدة طويلة. وشدّد أردوغان أن الرباعية الدولية ليست معنية في الحقيقة بحل الصراع في الشرق الأوسط، ولهذا السبب لا يتم فرض العقوبات على إسرائيل. وتوجه في حديثه إلى الرباعية، متهما بأنه ينقصها الاستقامة، وقال إنه عليها أن تخضع لاختبار استقامة قبل أن تفكر باستكمال «العملية». وأضاف أنه لو كانت الرباعية معنية بحل الصراع لكانت قد فرضت عقوبات على إسرائيل منذ زمن، ولذلك يتوجب عليها أن تلتزم بالعقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة.