المال السياسي وما أدراك ما المال السياسي. يحكى أن راعيا من البدو الرحل يملك من الأغنام النجدية مئات وآلافا بلغه خبر استعداد الباي لرحلة صيد في البراري التي ترعى فيها قطعان أغنامه فما كان منه إلا أن سعى إلى الوصول إلى واحد من الحاشية وأبلغه أنه على استعداد لمنح الباي كل أغنامه شريطة أن يتوقف ركب الباي ويحييه الباي ويناديه باسمه ويسأل عن أحواله أمام حشود المستقبلين من الرعية وفعلا كان الأمر كذلك وحل الركب وتوقف الباي وحيا الراعي وناداه باسمه وسأل عن أحواله وكان للباي كل القطيع الذي لم يبق منه لصاحبه سوى البعرات وروائحها الكريهة. ومرت الأيام والأشهر وتذكر الباي ذاك الراعي وأصرّ على معرفة أحواله فعاد إليه حيثما تركه فوجده قد امتلك أرضا شاسعة وضعف ما كان يملكه من الأغنام مدعوما بالبقر والعنز والخيل والإبل فسأله ذاك السؤال الشهير «من أين لك هذا »؟ فأجابه بأنها عطايا وهدايا من القوم بفقيرهم وغنيهم منحوها لي تقربا لي ظنا منهم بأنك تعرفني ومن أقرب المقربين إليك طمعا في الكسب والجاه والمكانة عندك. انتهت القصة ولم ينته مرماها عند بني طمع من المؤمنين بأن الجلوس على سدة الحكم أسلم فهاهم البدو الرحل في تخوم السياسة يتعاملون اليوم بنفس الطريقة مع بايات الأحزاب يا باي ويمنحونهم من المال ماكسبوا من أجل اكتساب أضعاف الأضعاف مما منحوا من مال الكراسي ومن جيوب الناس ذلك هو المال السياسي يا باي . إذن بعدما انكشفت الغاية في نفس يعقوب هل كان لهؤلاء المانحين أن يمنحوا ويدفعوا لو لم يكن لغاية في خزائن قارون وفرعون و«نفطون» حتى ولو كان الباي شمعون؟ أوَ ليس المال السياسي من شيم بني صهيون؟اسألوا «أوباما» إن كنتم لا تعلمون.