ببطء شديد انطلقت الحملة الانتخابية في دائرة قابس حتى ان بعض أماكن التعليق لم تكن بها الا ملصقة يتيمة وضعت على عجل فكانت مائلة بشكل جلي للعيان وقد يكون لبعض القوائم مبرراتها الموضوعية كتأخر صدور قرارات المحكمة الإدارية في الطعون وان لم يتجاوز إعلام هذه القوائم الآجال القانونية لإجراء عملية القرعة قبل الساعة الصفر لانطلاق الحملة الانتخابية. فاغلب القوائم حزبية كانت او مستقلة تدخل معترك المجال السياسي والحملة الانتخابية لاول مرة بما يفقد بعضهم التجربة المطلوبة في مثل هذه المناسبات بل ان بعض القوائم لا زال يعد الملصقات لدى المطابع في مشهد ماراطوني مرهق سبقه اعداد كبير خلال الفترات السابقة من تقسيم لفرق العمل والمتطوعين لتنشط وكالات كراء السيارات وتتكثف الاجتماعات لتدارس وتوزيع الخريطة الانتخابية لمختلف المعتمديات وخاصة منها ذات الكثافة السكانية العالية وتلقى البعض شبه دورة تدريبية لتنمية معارف المترشح وكيفية تعامله مع المستجدات الطارئة واسئلة الناخبين المفاجئة وغيرها... الاتصال المباشر بديلا للحملات التقليدية بعض القوائم «الفقيرة» ان صحت العبارة وجدت نفسها امام خيار وحيد في حملتها الانتخابية وهو اعتماد طريقة التواصل المباشر مع الناخب في كل مكان يتواجد به في المعتمديات والقرى من أسواق ومقاه ومغازات وأماكن عامة وفضاءات ثقافية بل والتواصل معهم في الأحياء وامام منازلهم في حين سيستغل البعض الآخر المواقع الاجتماعية كالفايس بوك والتويتر واليو توب وغيرها معتبرين ان زخم اللافتات الاشهارية يفقدها بريقها وخصوصيتها بما لا يمنح المواطن فرصة التواصل ورفع اللبس عن بعض النقاط الغامضة وهنا تاتي أهمية الاتصال المباشر الذي يخلق فرص الحوار والاستفسار. المحكمة الادارية ترسم القوائم المرفوضة اما بالنسبة لمآل الطعون المقدمة من قبل القوائم المرفوضة فقد حدثنا عنها القاضي حسين الجربي رئيس الهيئة الفرعية للانتخابات مؤكدا ان «الهيئة الفرعية قد رفضت خمس قوائم منها قائمة مستقلة وهي الورقة الخضراء واربع قائمات حزبية وهي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين وحزب الانفتاح والوفاء و الحزب الحر الدستوري الديمقراطي وحزب المبادرة لاسباب قانونية من ناحية واسباب تتعلق بالتحجير الوارد في الفصل 15 وقد مارست اربع قوائم حق الطعن في قرار الهيئة الفرعية في حين لم تتقدم قائمة حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بطلب الطعن والمقصود بالطعن هو ما ورد بالفصل 29 من المرسوم عدد 35 أي ان القائمات طعنت امام المحكمة الابتدائية فأقرت المحكمة قرار الهيئة الفرعية برفض قائمتي حزب الانفتاح والنماء والورقة الخضراء ونقضت قرارها في قائمتين لتقر ترسيم قائمتي حزب المبادرة و الحزب الحر الدستوري الديمقراطي». «وامام المحكمة الادارية طعنت الهيئة الفرعية للانتخابات في حكمي الترسيم وطعنت الورقة الخضراء في حكم الرفض فكان قرار المحكمة الادارية بقبول جميع القوائم بتاييد حكمي القبول ونقض حكم الرفض المتعلق بالورقة الخضراء وقبلت بترسيم القوائم جميعا في دائرة قابس سواء المتحصلة على وصلها النهائي في الاجل القانوني او ما اذنت المحكمة الابتدائية بترسيمها بموجب حكم بات ليصبح عدد القوائم 46 قائمة وبمجرد اعلامنا بتلك الاحكام يومي 29 و30 سبتمبر قامت الهيئة الفرعية باستدعاء الاطراف طبق ما يستوجبه القانون واجريت بينهم يوم الجمعة 30 سبتمبر حوالي الساعة السادسة والنصف مساء عملية قرعة حضرها ممثلا قائمتي حزب المبادرة والحزب الحر الدستوري الديمقراطي وغاب عنها ممثل القائمة الخضراء لتواجده بتونس العاصمة وقد اسفرت عملية القرعة عن تحصل حزب المبادرة على المكان 44 والحزب الحر الدستوري الديمقراطي على المكان 45 والورقة الخضراء على المكان 46 وبذلك تكون الهيئة الحريصة على المساواة بين القوائم قد اعلمت كل القوائم بالاماكن المخصصة لها قبل انطلاق الحملة الانتخابية في الساعة الصفر ليوم السبت 1 اكتوبر مع رجاء الهيئة الفرعية لكل القوائم ومرشحيها ان تحترم الضوابط القانونية والاخلاقية ونؤكد انه والى حدود منتصف يوم امس لم نلاحظ خروقات في زياراتنا الميدانية ولم نتلق أي اعلام بوجود اخلال في مختلف الاماكن». بقي ان نشير الى ان انطلاق الحملات الانتخابية لمختلف الاحزاب المتنافسة يكاد يكون في نفس التوقيت وهو مساء يوم امس السبت في فضاءات مختلفة ثقافية وبلدية معولين على الحضور الجماهيري لتقديم مرشحيها وعرض برامجها وقد يخلق هذا التزامن تشتيتا للناخب لينحصر الحضور على المناصرين والمؤيدين ويغلق الباب امام المترددين ممن لم يتخذوا قرارهم بعد.