عاشت مدينة جربة ميدون أمس الأول ليلة حمراء ألقيت فيها قوارير المولوتوف واشتعلت فيها النيران وسمع فيها دوي لإطلاق الرصاص وألقيت فيها القنابل المسيلة للدموع اثر تجمع أعداد غفيرة من المواطنين وسط المدينة أمام مركز الأمن الوطني احتجاجا على إصابة شاب بطلقة نارية في رأسه مصدرها أحد رجال الأمن. انطلقت شرارة هذه الأزمة الأولى من نوعها في جربة اثر إقدام أحد رجال الأمن على اطلاق النار بصفة عشوائية (وفق شهود عيان) على سيارة كان يقودها شاب يدعى كريم الكرمادي وهو أصيل منطقة الحدادة بجربة ويبلغ من العمر 35 سنة. إحدى الرصاصات أصابته مباشرة في رأسه فتم نقله إلى المستشفى الجهوي الصادق مقدم بجربة ثم عبر طائرة نحو المستشفى العسكري بالعاصمة. وعلمنا في هذا المجال أن المصاب خضع أمس إلى عملية جراحية تم فيها استخراج رصاصة من رأسه لكن حالته الصحية لا تزال حرجة. وفي تصريح «للشروق» أفادنا أحد أقارب كريم نقلا عن بعض شهود العيان أن الضحية كان ليلة الحادثة مارا وسط المدينة أمام مركز الشرطة في سيارته رفقة أحد أصدقائه فحصلت بينه وبين أحد أعوان الأمن الذي كان يحرس المركز مناوشة كلامية سارع إثرها عون الأمن إلى داخل المركز فأحضر بندقية وشرع في إطلاق النار نحو السيارة فأصاب كريم إصابة مباشرة في الرأس على الجهة اليسرى من جبينه. وأضاف أن كريم يقبع في المستشفى العسكري في حالة حرجة جدا وأن أمل الحياة لديه لا يتعدى 1% حسب ما ذكر له الأطباء. وقد عبر المحتجون عن استيائهم لتعاطي بعض وسائل الإعلام الوطنية مع هذه القضية حيث ذكر بعضها أن قوات الأمن في جربة أطلقت النار على مجرم خطير ومروج للمخدرات حاول اقتحام مركز الأمن باستعمال أسلحة بيضاء ولكن الوقائع تروي عكس ذلك حيث أن كريم أطلق عليه الرصاص وهو أعزل داخل سيارته ولم يكن يشكل أي خطورة على الأمن ولا يوجد أي مبرر لإطلاق النار عليه بهذه الطريقة. مسؤول أمني بجربة أكد أن العون الذي قام بالعملية هو الآن رهين التحقيقات الأمنية بوزارة الداخلية.