بدخولها الأسبوع الثاني تكون الحملة الانتخابية قد مرّت إلى سُرعتها الثانية مع ما ستشهدهُ من تضاعف مؤكّد في وتيرة الأنشطة والفعاليّات ومن سعي المترشحين إلى كسب المزيد من النقاط «الدعائيّة»والتقدّم في سباق استمالة الناخبين وجلب انتباههم من أجل ضمان «ورقات إضافيّّة» إلى حصادهم الانتخابي المرتقب فجر ال24 من أكتوبر الحالي. وقد شهدت نهاية الأسبوع الأوّل من الحملة تزايدا في وقائع الحملة الانتخابيّة الّتي توزّعت على مختلف أنحاء البلاد ، هذا التزايد الّذي أوجد العديد من «الاحتكاكات» بين المترشحين في عدد غير قليل من الدوائر الإنتخابيّة مع تواصل للجدل بخصوص المخالفات الإنتخابيّة والتجاوزات المتعلّقة بالتعليق وعقد الاجتماعات وكذلك في كلّ ما يتعلّق بمضامين «الخطاب الإنتخابي». واللافت مع نهاية الأسبوع الأوّل انتشار الحملة وبلوغ صداها الأرياف والقرى من خلال الزيارات الّتي يؤدّيها المترشحين للتجمّعات السكنيّة النائية في محاولة لتبليغ رؤاهم وتصوّراتهم والتعريف بأنفسهم على أوسع نطاق. العارفون بحال العملية الانتخابيّة يؤكّدون أنّ الرهان الانتخابي بدأ يكشفُ عن البعض من أسراره فبالإضافة إلى «حالة الغيبوبة» الّتي لا تزال تضربُ جزءا هاما من المترشحين من خلال عدم تعليق المعلقات وغيابهم شبه التام عن الحراك الانتخابي فإنّ العدد الآخر من المترشحين قد قطع خطوات هامّة على درب التنافس الانتخابي من قبيل حركة النهضة والديمقراطي التقدمي والقطب الحداثي والتكتّل والمؤتمر وما هي بصدد فعله على الميدان وتقريبا في كلّ الدوائر الانتخابيّة ، زيادة على ذلك مثّلت التحركات الانتخابيّة التي شهدتها جهات مدنين وقفصة حدثا مهمّا تمثّل في دخول منافس جديد على الخط هو الاتحاد الوطني الحر الّذي بات راغبا في الاتصال بأكثر ما يُمكن من الناخبين والتعريف بمترشحيه وقياداته وهو الحزب الّذي ظلّ إلى فترة غائبا عن البهرج الإعلامي وترافق ظهوره بالعديد من الملابسات ومنها المتناقض من قبيل الترحيب والقبول الحسن (الذبائح) والرفض الاستهجان (السب والشتم). كما طرح تواصل «ظاهرة تمزيق المعلقات» أو تشويهها سؤالا مهمّا عمّا إذا كانت هناك فعلا أطراف تسعى إلى إرباك العملية الانتخابيّة والتشويش عليها أم أنّ «الظاهرة» لا تعدو أن تكون كما وصفها بعض المترشحين بأنّه «لعب أطفال صغار» يستهويهم تمزيق تلك المعلقات «الغريبة» عنهم والاستهزاء بها وبأصحابها. وفي المحصلة ، فإنّ وقائع ما تنقلهُ «الشروق» تؤكّد أنّ هناك جديّة في التعاطي مع الشأن الانتخابي لدى الجزء الأكبر من المترشحين كما أنّها –أي تلك الوقائع- بدأت وإلى حدّ كبير في إثارة الناس إن سلبا أو إيجابا خاصّة مع ارتفاع وتيرة التنافس، ومن الواضح أنّ ذلك التنافس بين المترشحين هو «الوقود» الأفضل من أجل رفع وتيرة الحملة الانتخابيّة وجلب الاهتمام المتزايد نحوها. وستسعى «الشروق»عبر هذا الملحق الخاص (إنتخابات التأسيسي 2011) إلى مواصلة مواكبة وقائع الحملة الانتخابيّة –في أسبوعها الثاني- باعتماد نفس المنهجية المهنيّة والمُحايدة في تغطية أكثر ما يُمكن من التظاهرات والأحداث ومحاولة أن تشمل تلك التغطية مختلف المترشحين عبر كامل تراب البلاد.