تجتازُ اليوم الحملة الانتخابية شوطها الرابع عشر بالمزيد من الحركيّة والنشاط ومع هذه الديناميّة و«الحيويّة» تتكثّف الصور والمشاهد في مختلف أنحاء البلاد في علاقة بعقد الاجتماعات والتظاهرات أو التشويش عليها ومحاولة إفسادها وتعليق المعلّقات أو «تمزيقها» و«تشويهها» أو الترحيب بالمترشحين ومبادراتهم أو رفضها والنأي عنها. وقد عرف نهار أمس جملة جديدة من التحركات الانتخابيّة سعت «الشروق» كعادتها إلى تغطية الجزء الأهم منها بقدر كبير من الحياديّة والاتزان وكذلك بشروط المهنة الصحفيّة مع توجّه مبدئي لولوج أعماق البلاد والجهات النائية التي كان لنا جميعا مجال لمعرفة البعض من خصائصها ومميّزاتها على غرار الصور المنشورة بالصفحتين 12 و13 من هذا الملحق والتي تعكسُ لا فقط وقائع الحملة الانتخابيّة في ربوع الجريد التونسي (الدائرة الانتخابيّة بتوزر) بل كذلك أجزاء من حياة الناس هناك وبعض تفاصيل حياتهم اليوميّة ومنها المخصوص جدّا (لعبة الخربقة الشعبيّة). وربّما بهذا المعنى فإنّ تغطيات «الشروق» اليوميّة تهدف من ضمن ما تهدف إليه إلى تقريب الجهات بعضها إلى بعض فهي من وإلى وطن واحد.. تعود وتحيا وتنتمي وتنمو وتعيش على وقع وحيد هو النظر إلى المستقبل الأفضل والّذي من المأمول أن يكون يوم 23 أكتوبر منطلق الفعل لتجسيده وتكريسه على أرض الواقع. ذلك أنّ المتصفّح للملحق «انتخابات التأسيسي 2011» وكأنّه مسافر يرتحل بين قرى ومدن البلاد يقرأُ عن هذه الجهة ويطّلع على مشاهد من تلك الجهة الأخرى ومع كلّ واحدة من تلك القراءات والمشاهدات يعيش على وقع يكاد يكون حيّا عن ذكريات وعن مناطق وقرى ومدن لم يكن على معرفة بها سابقا. ربّما هذا ما ارتسم في ذهني أنا شخصيّا وربّما هو ذلك حال العديد من القراء الأعزاء الّذين يتابعون معنا في آن مشوار الحملة الانتخابيّة ورحلة الترحال في ربوع وطننا العزيز. بعيدا عن هذه الارتسامات ، وإضافة إلى ما يدور على «الميدان» من أحداث لم تخل الحياة السياسيّة الوطنيّة من مستجدّات وتطورات وأحداث كان لها انعكاس على طبيعة التنافس الانتخابي بل إنّ البعض من تلك الأشياء ومع تقدّم الحملة الانتخابيّة التي تُنهي بعد يوم وحيد أسبوعها الثاني وتدخل «منعرجها الختامي» ، تلك الأشياء بدت وكأنّها «وقود انتخابي» لكسب الأنصار و«ضرب الخصوم» وتعرية جزء من الحصاد الانتخابي المرتقب ليوم الاقتراع وفرز الأصوات. ففي الوقت الّذي واصلت فيه مختلف الدوائر الانتخابيّة أمس وأوّل أمس «استقبال»المستلزمات اللوجيستيّة ليوم الاقتراع وتكاد الجهات المعنيّة بالإعداد المادي ليوم الانتخاب قد أنهت أعمالها وأشغالها تتكثّف الأسئلة داخل الشارع التونسي عن حقيقة ما يُمكن أن يكون دائرا «الآن» في الكواليس وما علاقة حالة السوق الاقتصاديّة والتجارية و«الفيلم الإيراني» وزيارة الباجي قائد السبسي إلى أمريكا ثمّ بن غازي وسيناريوهات «المشهد السياسي» المرتقب بعد 23 أكتوبر و«الوجوه» أو «الجهات» التي ستتولى أو ستتحكّم في إدارة البلاد خلال المرحلة الانتقاليّة المقبلة حتّى تصل البلاد إلى انتخابات رئاسيّة وبرلمانيّة تُنهي إعادة بناء كامل مؤسّسات الدولة وتفتح الطريق أمام مشاريع ومخططات التنمية وتطوير البلاد الحقيقيّة ، وماذا عن حالة «كبار» السياسيين هل هم على أبواب وفاق جديد أم هم على فوهة انقسام وتشظّ آخر جديد..تلك أسئلة مشروعة بالرغم ممّا يتبدّى للمتابع والمعاين من حقائق حول مجريات الشأن الانتخابي..فماذا يا ترى في جراب «الفاعلين السياسيين الكبار»..هل ما يشدّهم «الآن» غنائم حزبيّة أو شخصيّة أو فئويّة ضيّقة أم أنّ عينهم مفتوحة بالكامل على مستقبل البلاد وأجيالها القادمة؟..ماذا تُرى يكون في كواليسهم؟