استبقت سلطة الإشراف أية تطورات سلبية في ما يتعلق بملف الجامعة التونسية لكرة القدم حيث استقبل وزير الرياضة مساء الاثنين ثلة من أعضاء المكتب الجامعي لمناقشة الحلول المناسبة للأزمة الراهنة خاصة في ضل دخول «الفيفا» على الخط. السيد سليم شاكر وزير الرياضة استقبل في مكتبه رئيس الجامعة أنور الحداد مرفوقا بالهادي الحوار ووديع الجريء والطاهر خنتاش إضافة إلى رضا كريم وتم خلال هذا اللقاء دراسة الموضوع من كل الجوانب وخصوصا الجانب الذي يهم الطريقة التي ستتعامل بها ال«فيفا» مع التطورات الجارية الحالية وقد اتفق الحاضرون على اختيار واحد من 3 سيناريوهات يمكن أن تشكل مخرجا مشرفا يسمح بحماية المنتخبات والأندية التونسية التي تنتظرها التزامات هامة. المعطيات التي استقتها «الشروق» من مصادر جديرة بالثقة تتلخص في التالي: 1) سيناريو أول يتمثل في تقديم أعضاء المكتب الجامعي لاستقالة جماعية وهو ما يعني عمليا حل المكتب الحالي والذهاب مباشرة نحو تطبيق المرسوم الرئاسي بما تضمنه من نقاط ومن ثمة عقد جلسة عامة خارقة للعادة لتنقيح القانون وتليها جلسة انتخابية وهذا في ظرف شهرين. 2) سيناريو ثان يتمثل في برمجة جلسة عامة خارقة للعادة وأخرى انتخابية في غضون شهر مارس المقبل أي بعد نهاية التزامات الأكابر في بطولة إفريقيا للأمم. 3) سيناريو ثالث ينص على صرف النظر عن تطبيق المرسوم على جامعة كرة القدم والجامعات الأخرى التي لها ارتباطات بالاتحادات الدولية ومنطقيا سيهم هذا الإجراء جامعات اليد والكرة الطائرة والسلة. استشارة الحكومة أفضت الجلسة التي انعقدت بمقر الوزارة بالإضافة إلى الفرضيات المذكورة إلى الاتفاق على أن يقوم السيد سليم شاكر وزير الرياضة بإعلام الوزير الأول الباجي قائد السبسي ورئيس الجمهورية فؤاد المبزع بما تم تطارحه حول المخرج المناسب لهذه الأزمة والعودة برد نهائي في غضون 48 ساعة مع العلم بأن أغلب أعضاء المكتب الجامعي عبروا عن استعدادهم للاستقالة فورا من مهامهم إذا كانت مصلحة المنتخب والأندية تقتضي ذلك وبما يمكن من تفادي إجراءات عقابية صارمة من ال«فيفا». استياء من جلال تقية أشرنا في مقال سابق إلى أن العضو الجامعي جلال تقية يبقى لغز الألغاز في المكتب الحالي وبالفعل تواصل غموض الرجل حيث قدم استقالته وأضفى عليها هالة إعلامية قبل أن يبدي رغبة في التراجع بعد المكالمة الهاتفية التي جمعته بأنور الحداد إثر ترشح المنتخب إلى النهائيات الإفريقية. تقية كان تلقى اتصالات من شهاب بلخيرية والطاهر خنتاش ووديع الجريء تطلب منه التريث في الاستقالة والانتظار إلى يوم الأحد الماضي أي إلى ما بعد مباراة تونس الطوغو على أن يستقيل الجميع إن لم تكن النتيجة في مستوى تطلعات التونسيين لكنه استبق الأحداث وقرأ حساب السيناريو الأسوأ قبل أن يفاجئه ترشح منتخبنا ليصبح راغبا بعدها في العودة. عضو جامعي قال ل«الشروق» ظهر أمس إن استقالة تقية أصبحت نافذة المفعول ولا يمكن التراجع عنها مع العلم بأن جلال تقية لم يحضر مقابلة المنتخب مع نظيره الطوغولي. لجنة لتقصي الحقائق موضوع الساعة هو الوضع السائد في الجامعة التونسية لكرة القدم والمتعلق بالمراسلة التي بعثتها الفيفا الى المكتب الجامعي لاستفساره حول أسباب اتخاذ قرار عقد جلسة عامة انتخابية وما اذا كان لسلطة الاشراف دخل في ذلك ولمزيد التحري قررت الفيفا إيفاد لجنة لتقصي الحقائق ورفع تقرير الى هذا الهيكل لاتخاذ ما تراه صالحا من قرارات. ونشير الى أن القانون ينص على ان الفيفا تنذر في البداية الجامعة وتمهلها شهرا لتدارك خطئها وإذا تمادت في ذلك فإنها تسلط عليها عقوبة تصل حد تجميد النشاط على المستوى القاري والدولي.