مثلت عودة محمد مواعدة الى صفوف حركة الديمقراطيين الاشتراكيين جدلا كبيرا داخل أوساط الحركة وخارجها كما كان دوره الحالي في ما يسمى، بالمصالحة محل تعليقات و»اتهامات» في أوساط بعض «المجموعات» داخل ح.د.ش. «الشروق» حاورته وسألته حول موقفه من بعض «الاتهامات» الموجهة اليه ورأيه في تحركات الطيب المحسني وأحمد الخصخوصي وحقيقة علاقته الجديدة مع اسماعيل بولحية الأمين العام للحركة. * كيف ترى مبادرة لمّ الشمل خاصة وان بعض المجموعات ظلت خارج هذه المبادرة؟ أولا أبدأ بالتأكيد على انه لا توجد «مجموعات» بهذا التضخيم، هنالك عدد من «الاخوان» هنا وهناك ولاعتبارات مختلفة وأنا أعني ما أقول وأتحمل مسؤولية ذلك، ولا اعتقد ان مناضلا وطنيا غيورا على حركتنا يقبل ببقاء الحركة على هذا الوضع من التشتت والانقسام... خاصة وان بلادنا مقبلة على محطات انتخابية هامة كما تواجه تحديات كبيرة لا يمكن لأي وطني مخلص لتونس ان يبقى متفرجا ازاءها. وبالنسبة الى الاخوة الذين لم يساهموا بعد في مبادرة لمّ الشمل فسواء كان ذلك من أجل «المواقع» أو من أجل «المواقف» فهذا لا يكون الا داخل الحركة فقط. ومناضلو الحركة هم الذين يحددون مواقف الحركة ومبادرة لم الشمل أؤكد أنها تسير في الاتجاه الايجابي وبمباركة الاغلبية الساحقة والفاعلة من أبناء الحكة ويتواصل الآن تجديد بطاقات الانخراط للجميع كما شرعت لجان التفكير في اعداد البدائل والتصورات وسنواصل مع الاخ اسماعيل بولحية وأبرز القياديين في الحركة زيارة الجهات لدعم عملية الشمل وتثبيت اللجان الجهوية والهدف هو الاعداد الشامل للمؤتمر التوحيدي الديمقراطي للحركة الذي سينعقد قبل الانتخابات الرئاسة والتشريعية القادمة. * بعض العناصر المحسوبة عليك وأهمها أحمد الخصوصي صرّحت بمواقف ضد عودتك الى الحركة. كيف ترد على هذه المواقف؟ أنا لا أقبل مثل هذا التعبير «العناصر المحسوبة عليك» مثلما أرفض عبارة «المجموعات» ذلك لأن مثل هذه التعابير تمس من قيمة مناضلي حركتنا. أما موقف الاخ المناضل أحمد الخصوصي ومكانته عندي معروفة فهو موقف أحترمه ونحن في حركة ديمقراطية تنتعش بالحوار والنقاش والاختلاف وحتى الاختلاف الحاد من أجل الاهداف التي تناضل من اجل تجسيمها... لكن المطلوب في مثل هذه الحالات هو اعتبار مصلحة الحركة حتى لا تستغله أطراف لا تريد الخير لحركتنا... ونظرا الى أنني أعرف قيمة الاخ أحمد الخصخوصي النضالية والاخلاقية وحرصه على سلامة حركتنا وعلى قيامه بدوره الوطني اضافة الى العلاقات الاخوية الحميمة والصادقة التي تجمعني بالخصخوصي وبكل الذين يعارضون موقفي حاليا فإنني لا أشك أبدا في أنهم لن يترددوا في الابان في دعم وتوحيد الحركة ولمّ شملها. * عرفت علاقتك باسماعيل بولحية الكثير من التوترات لكنها عادت الى الاستقرار من جديد، فهل أصبحت تثق فعلا في امكانية التعايش مع بولحية؟ هذا سؤال في غير محله، اذ لو لم تكن هنالك ثقة متبادلة بيني وبين الاخ اسماعيل بولحية لما قمنا بما نقوم به حاليا من اجل مصلحة حركتنا ومن اجل المصلحة الوطنية.. وما يجمعني بالاخ «بولحية» يعود الى عقود من النضال وما كان بيننا يعتبر جزاء حاسما من تاريخ حركتنا ولن تمحوه بعض الاختلافات والتوترات التي حدثت في ظروف معينة وحتى بعد فشل لجنة المصالحة لعوامل عديدة استمر الحوار بيننا نحن الاثنين باعتبارنا من أبرز المؤّسسين لحركتنا وهو ما يُحملنا مسؤولية تاريخية ووطنية. * بعض عناصر شق الطيب المحسني تعتبر ان مواعدة يعمل على اقصائهم من مبادرة لمّ الشمل كيف ترد على ذلك؟ من المفيد انك قلت «بعض العناصر» لأن الاخ الطيب المحسني يعرف جيدا موقفي منه ومن الاخوة الذين كانوا معه او الذين بقوا معه الى الآن... فقد أكدت عدة مرات على ان المصالحة شاملة لجميع أبناء الحركة أو لا تكون وقد بذلت كل الجهود الممكنة من اجل ذلك... ومازلت وسأواصل مع العلم انني الى اليوم لم أعلن عن موقفي مما حدث في مؤتمر الحركة في 2001، ما حدث قبل وخلال وبعد المؤتمر.. وأكدت منذ الندوة الصحفية يوم 10 جوان 2002 على ضرورة التخلص من «ثقافة التهديم الذاتي» والاتجاه الى «ثقافة البناء الذاتي» اي بناء الحركة حتى تساهم في دعم البناء الوطني. على ان عدة أسئلة تحتاج الى الطرح ولا داعي للاجابة عنها منها ما هي أسباب انسحاب «المجموعة» التي انسحبت من مؤتمر 2001... هل هي لأسباب سياسية وجيهة أم لاعتبارات أخرى. كما أنني أسأل ماذا قدّمت هذه «المجموعة» للحركة منذ 2001 الى اليوم وكيف يمكن لمجموعة ترى انها الاغلبية في المؤتمر ان تنسحب أعرف أن الأقلية لا تنسحب في مثل هذه الحالات السياسية فما بالك بالأغلبية مع التأكيد على ان العديد من أبرز عناصر هذه المجموعة تساهم حاليا معنا في عملية لم الشمل، ثم أنه بعد أن كان الاخ المحسني يصر بإلحاح شديد على المطالبة بعقد مؤتمر الحركة قبل انتخابات 2004 لماذا أصبح الآن يطالب بعقد المؤتمر في 2005 معارضا بذلك موقف بولحية» وكل المناضلين. وأؤكد ما قلته في البداية بأن تحقيق «المواقع» لا يكون الا مع المناضلين وداخل الحركة وبصورة ميدانية وجماعية. أما المواقف فقد صرّح المحسني بأنه يمتلك مجموعة من التصورات والخيارات والبدائل وأقول له بهذه المناسبة أنا شخصيا في شوق الى الاستفادة من هذه الافكار والتصورات ولا أشك في ان المناضلين مثلي أيضا... فأرجو ان لا يحرمنا منها... ان وجدت! * لا يزال الشق المحسوب على بولحية يؤكد ان مواعدة قد فقد الكثير من ثقله وأنصاره فأين الحقيقة في هذا؟ لا اعتقد أن الاخوة المساعدين للأخ «بولحية» في قيادة الحركة لهم هذا التصور، فبيننا حاليا الاحترام والتقدير المتبادل ولا اعتقد أبدا أنهم يقولون لي موقفا ويعلنون عكسه وأنا أثق فيما يقولون لي والسائد الآن عند الجميع هو الحرص على تكاتف جميع الجهود لتوحيد الحركة ولمّ شملها... ولذلك فإنني أعتقد ان مثل هذا القول الهدف منه «التفتيت والتفتين» وهو ما ينبغي ان لا نقع فيه. أما ما يُمثله كل منا داخل الحركة فهذا يعود الى مناضلي حركتنا والى ما قدمه كل منا من تضحيات ونضال. * بعض المتتبعين للشأن السياسي يتهمونك بالتقلب في المواقف، كيف ترد على ذلك؟ يتردد لدى بعض الأطراف مثل هذا القول... وبالمناسبة فإن هذا لا يقلقني أبدا.. أبدا.. لأن هذا الموقف نابع عن جهل بالنضال الوطني السياسي أو عن سوء نية. أنا مناضل منذ الخمسينات.. وأمارس العمل السياسي في تونس ومن اجل تونس، لذلك فإنني أتعامل مع الواقع وما يحمله من متغيرات في نطاق الهدف الذي سخرت حياتي من أجله وهو خدمة الوطن والمساهمة في استقراره وتنميته ومكانته عربيا ودوليا... ولا يهمني أبدا ما يقوله الآخرون... خاصة الذين يعتمدون على الخارج... بينما نحن المناضلين الديمقراطيين الاشتراكيين ضد ما أسماه عالم الاجتماع التونسي الطاهر اللبيب ب»الديمقراطية الامبريالية». لذلك فإنني لا أتقلب في الاختيارات والمبادئ، كما يفعل العديد.. وانما أتعامل مع المتغيرات السياسية الحالية بالاسلوب الذي يلائم المصالحة الوطنية. * هل مازلت متمسكا بقرارك بعدم التشرح الى اي منصب داخل الحركة؟ نعم إنني متمسك بموقفي وهو أنني لست معنيا شخصيا بتحمل اية مسؤولية في حركتنا، انني معني فقط بالمساهمة صحبة الاخ «بولحية» وصحبة كل الاخوة المناضلين لتوحيد صفوف حركتنا... وأوجه نداء حارا وصادقا لجميع الأخوة المناضلين وخاصة الى أحمد الخصخوصي» والطيب المحسني والصحبي بودربالة للمساهمة مع الاخ بولحية ومع كل المناضلين في لمّ شمل الحركة.