صدق أو لا تصدق فالأمر حقيقة. «صانع قهواجي» مترشح لانتخابات المجلس التأسيسي في قائمة حزب لا يعرفه يطالب اليوم بمستحقاته من التمويل العمومي للحملة الانتخابية وتقدر حسب زعمه بالسدس ممّا ستتقاضاه قائمته من هذا التمويل على اعتبار أنها تعدّ ستة أفراد بناء على الاتفاق المسبق الذي على أساسه قبل الترشح. والذي بمقتضاه «تحل في العريض» في التداين ولسان حاله يقول ربي أنعمت فرّد وهو ينام ويصحو «يحسب وحده» ويخطط للفاضل. الرجل كان متحررا في المطالبة بإرثه من «رزق البليك» فلم يستعمل في هذه القسمة قاعدة للذكر مثل حظ الأنثيين، وإلا لكان نصيبه أوفر. هذه العينة ليست حالة معزولة وقد تكون مسحوبة ربما على الآلاف من أمثاله من المترشحين حشوا في القائمات الانتخابية للأحزاب والتكتلات والمستقلين. كيف لا والحال أنه زيادة على «رزق البيليك» يُقال إن المال السياسي ب«البالّة» في هذه الأيام و«ذراعك يا علاف» والمال قوام الأعمال يا ابن الحلال؟ وهذا انتصاب فوضوي آخر في أرصفة وحتى في قلب شارع الديمقراطية يعطل الحركة في كل خطوة. ويلزم المتحرك بالوقوف في نفس المكان في أقصى الحالات أو الرجوع الى الوراء أو انتهاج غير هذا النهج تماما كانتصاب التجار الفوضوي في كل مكان تحت شعار «اشرب ولا كسر قرنك». أليس هؤلاء المنتصبون فوضويا وأولئك شيئا واحدا؟ ثم لو وجد أيّا كان من هؤلاء وأولئك منفذا للحكم وطريقا للسلطة ألا يوسّع في انتصابه الفوضوي على كامل البلاد ويكون «طرابلسيا» ب«كوارطو»؟ وإذا كان الجواب بالايجاب، فلماذا نكذب على الناس وقبلهم على أنفسنا بزعمنا أن الطرابلسية وأولاد علي انتهى أمرهم بدون رجعة والحال أن ظلالهم في الساحة تزداد طولا كلما مالت الشمس الى المغيب؟ وإذا غربت الشمس وادلهمّ ظلام الليل، هلاّ نتغطى جميعا في نومنا بجلد تلك «العجوز اللّي هاززها واد وتقول العام صابة» أم ب«شكاير» ديوان الحبوب الفارغة!!؟