عبر عدد من الفنانين والمبدعين التونسيين عن استيائهم من استبلاه بعض القائمات المترشحة لانتخابات المجلس التأسيسي للشعب التونسي، من قبيل ان تصبح «الخبزة بمائة مليم»، أو «أن يقع بناء قنطرة بين تونس وايطاليا»... وغيرها من الوعود المضحكة المبكية. كما عبر البعض ممن سألنا من فنانينا عن الحملة الانتخابية عن استيائهم من الارتفاع الكبير لعدد الأحزاب، لكن في المقابل أكد جميعهم أن هذه الفترة تاريخية، يحسن خلالها المواطن التونسي تجربة ديمقراطية، هي الأولى من نوعها في هذا الوطن. التفاصيل تقرؤونها في الملف التالي: الممثلة ليلى الشابي: عدد الأحزاب غير معقول ! هناك محاولات من قبل المترشحين لإفهام الناس برامجهم لكن لا تزال عديد الأمور غامضة. وشخصيا لم تعجبني حكاية المائة وستة عشر حزبا... هذا غير معقول... فالمواطن فقد تركيزه وأضاع البوصلة من كثرة الأحزاب والقائمات. فمن غير المعقول بعد أن كان الجميع عاجزا عن الكلام باستثناء بعض المناضلين، يصبح لدينا 116 حزبا. كما لم تعجبني المعلّقات، فهي صغيرة الحجم، أما عن المترشحين فحدّث ولا حرج، فبعض الشخصيات المترشحة مضحكة وبرامجها مضحكة أكثر. لكن ثمة أحزاب لها حجمها وستنجح في الانتخابات، وأظن ان المواطن التونسي اليوم قادر على اختيار الافضل للمصلحة العامة رغم التعقيدات. عموما يمكن اعتبار ما نعيشه اليوم تجربة ديمقراطية جيدة جدا، وأدعو كل الناس الى الانتخابات فنحن اليوم قطعنا مع منطق الحزب الواحد في كل الأحوال. الممثلة كوثر الباردي: تجربة ديمقراطية رائعة نحن نعيش الى حد الآن تجربة ديمقراطية من أروع ما يكون، فكل التونسيين أو أغلبهم يسألون ومنشغلون بالانتخابات... وهي تجربة نعيشها لأول مرة. وأتمنى ان تكون الاختيارات التي سيفرزها الصندوق لصالح البلاد والعباد حتى يعيش التونسيون متحابين، كما هم في الاصل، وأرجو أن تتوفر الكرامة وكل الأولويات على غرار التعليم المجاني والصحة للجميع وتوفير مواطن الشغل للعاطلين عن العمل. وإن شاء الله تحضر بركة ربّي» من أجل هذا الوطن العزيز. الفنان نور شيبة: صدمت «بقلة حياء» بعض القائمات بصراحة بعض الألسن الخبيثة حرمتنا من حضور اجتماعات الاحزاب مباشرة للاطلاع على برامجها لأن هؤلاء (الألسن الخبيثة) لديهم أحكام مسبقة، فإذا رؤوا وجها معروفا في اجتماع حزب ما، قالوا انه ينتمي الى هذا الحزب وهذا ناجم عن عدم تفريقهم بين مهنته كفنان، وصفته كمواطن تونسي لديه الحق في متابعة الأحزاب ومعرفة برامجها. عموما الانتخابات الحالية، تجربة جيدة، لكن لا يجب ان نسير في سياق ما هو متعارف عليه شعبيا «الزغاريد أكثر من الكسكسي» أو «الكثرة وقلة البركة». فكثرة الاحزاب ليست ظاهرة صحية اذا فاتت حدها وشخصيا انا حائر بين اختيار الحزب النهائي من ضمن حزبين، وان شاء الله يهديني الله للاختيار الصواب. وبالمناسبة هذه المرحلة تاريخية وترجو أن تساعد النخب التي تفهم السياسة جيدا، المواطن البسيط، لأن برامج الاحزاب متشابهة، لذلك نرجو أن تتسلح النخب بالجرأة وتنير الطريق أمام المواطن عبر اعطاء رأيها في الاحزاب وشخصيا خائف من خسارة المواطن في هذه اللعبة السياسية... وأود كذلك أن أعبر عن صدمتي الكبيرة «بقلة حياء» بعض القائمات، الذين بكل وقاحة يستبلهون الشعب، ومن جهة أخرى عرفنا من خلال استبلاههم «الراكبين على الثورة» بأسلوبهم الهزيل وبجهلهم الفضيع الذي بان للجميع و أصبح الجميع يتندرون به على المواقع الاجتماعية وفي الشارع... المسرحي جعفر القاسمي: «عرس ديمقراطي» شخصيا، أنا متفائل الى حد اللحظة، لأننا كشعب تونسي نعيش مرحلة تاريخية مهمة جدا، وإن شاء الله تكون الانتخابات عرسا ديمقراطيا. الآن أرى أن الحملة الانتخابية عادية، وإن شاء الله يحدد الصندوق المصير الأفضل والمناسب لهذا الوطن العزيز. وبالنسبة لي مازلت بصدد اكتشاف القائمات والبرامج، لكن الملامح الأساسية لاختياراتي بدأت تتضح وإن شاء الله ليس ثمة غير الخير للجميع. السينمائي رشيد فرشيو: نسينا القيم والأخلاق ؟! ليس لديّ ما أقول وغير قادر على التفكير.. ما هذا؟!.. الوطنية ليست مادة!!!.. «ربي يفرّج على العباد...» بقينا 25 سنة أو أكثر نتألم من العصا... واليوم عندما يسّرها الله في وجوهنا أصبحنا نعيش حياة صعبة، في الوقت الذي يجب أن نرقص ونهتف تحيا تونس... من المفترض أننا نترقب يوما استثنائيا كبيرا. أتمنى فيه الخير لهذا الوطن... و«إن شاء الله لن يبقى في الواد الا حجره بعد الغربلة«. والله ثمّة مترشحون كان من الأجدر أن يأتوا بهم الى منوبة (مستشفى الرازي)!!! هل نسينا الاخلاق والقيم؟! ما أتمناه حاليا هو ان تتحسّن الأوضاع لدى جارتنا ليبيا، لأنه في تحسّنها تحسّن للأوضاع في تونس كذلك.