في الوقت الذي ارتفع فيه أزيز طائرة الإفريقي وهي تتجه إلى نيجيريا في في محاولة جادة لإطفاء «الشمس البازغة» ازدادت فيه دقات قلوب أحباء الترجي لاقتراب الموعد الحاسم مع الهلال السوداني الذي حل بيننا راغبا في قلب الطاولة على معلول... شخصيا متفائل جدا بما ستؤول إليه الأمور سواء هنا مع الترجي أو في نيجيريا مع الإفريقي الذي سيخوض ذهاب نصف نهائي كأس ال«كاف» وأمام عينيه عصفوران وفي يده حجر وحيد... فهو عاش أياما عصيبة جدا قبل شد الرحال إلى نيجيريا جرّاء تأخر أجور ومنح اللاعبين وعدم قدرة الهيئة على الإيفاء بوعودها بما جعل الجمهور يتهجم على الطرفين.. ولا نرى فرصة أفضل من حوار اليوم مع «الشمس البازغة» يضيء بها الأفارقة دربهم القادم ويقنعون الجمهور والهيئة بأن إضرابهم لم يكن مكابرة أو نكران جميل بقدر ما هو «لفت نظر» حتى لا تتعكر الأمور أكثر وهو ما يجعل من مباراة اليوم ورقة بسيكولوجية في يدي فوزي البنزرتي عليه أن يحسن استغلالها ليظهر على حق طالما هو وقف دوما في صف اللاعبين ثم إن هذه «الشمس البازغة» لم تبزغ يوما في سماء إفريقيا على عكس القلعة الحمراء والبيضاء التي كانت منارة في سماء القارة السمراء وأهدت تونس أول كأس لرابطة الأبطال الإفريقية لمّا عزّت الألقاب ويوم كان داخل الإفريقي أكثر من «مجاهد» مهاب... إياب نصف نهائي رابطة الأبطال يعتبر فخّا حقيقيا للترجي الذي انتصر في الذهاب واستراح نفسانيا من ضغط الحساب ولو أن هذه الورقة بالذات تحدث عنها نبيل معلول بشيء من الحذر والخوف أيضا عندما أكد على لاعبيه بضرورة ترك الأرجل على الأرض وعدم التحليق في سماء الفرح قبل حسم الأمور فوق الميدان... وهذه النقطة بالذات يسهل الحديث عنها لكن يصعب تكسيرها وتفتيتها من داخل قلوب وعقول اللاعبين الذين عادة ما يفكرون بأرجلهم ويعتبرون أنفسهم حققوا العبور بلا جدال.. وهو ما يجعلنا ننتظر موعد اليوم بشيء من الارتعاش لأن ما يخيفنا ليس الهلال وإنما الترجي... نقطة ثانية تفرض نفسها داخل حوار اليوم وتجثم على الجسد الأحمر والأصفر وتتعلق بغياب الجمهور بالعقوبة وهي ورقة رغم عدم إثارتها بما تستحق من أهمية إلا أنها قد تكون مربكة لأننا نعرف قوة جمهور الترجي ومدى مساهمته في دفع عجلة الفريق خاصة عند الأوقات الحرجة فما بالك والهلال يأتينا وليس لديه ما يخسر بعد هزيمته أمام جمهوره وبالتالي قد يخرج علينا بأكثر من مفاجأة وأكثر من سيناريو ونحن على اقتناع تام بأن معلول جهّز كامل خبرته وخبثه الفني لعبور هذه المحطة معتمدا على تماسك خطوطه وخاصة تناسق عمل لاعبيه الذين يملكون قوة قاهرة في غياب النجوم الكبيرة تتمثل في تكتلهم وذوبان دور الفرد منهم في المجموعة... كما أننا على يقين بأن هذا الارتباك الذي يسيطر على بعضنا لن تقضي عليه إلا كرة مبكرة داخل الشباك السودانية وبعدها يبدأ الترجي رسميا في الحديث عن القبض على العروس الإفريقية. على جناح الأمل رغم ما قيل عمّا حدث للدراجي في المدة الأخيرة.. وعن حرارة جسمه وإصاباته.. وتمارضه.. فإني أكاد أكون على اقتناع بأن هذا اللاعب الموهوب حاول التصرف ك«نجم» فوقع في كمين المكابرة وقد يخسر.. مكانه.