قدّم صباح أمس «حزب المبادرة» في لقاء صحفي برنامجه الاقتصادي وقائمة أريانة المترشّحة لانتخابات المجلس التأسيسي في غياب رئيسه كمال مرجان. عقد صباح أمس حزب المبادرة لقاء صحفيا قدّم خلاله برنامج قائمة أريانة ومشروعه الاقتصادي لتونس وقد انطلق اللقاء بتقديم لمحة عن نشاط الحزب في الأسابيع الأخيرة وقال السيد منذر بن عمر أحد قياديي الحزب أن السيّد كمال مرجان التقى في الأيّام الأخيرة بسفير روسيا الفيدرالية والصين الشعبية وسفير الاتحاد الأوروبي ومبعوث الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات وتناولت اللقاءات التعاون بين تونس وهذه الدول وأفاق تطويره والأولويات المطروحة اليوم على تونس كما جدّد تمسّك الحزب بمبادئ الثورة ووفائه لدماء الشهداء سواء التي سالت من أجل الاستقلال والجلاء أو في 14 جانفي وأعتبر أن ثورة 14 جانفي هي امتداد لنضال الشعب من أجل الحرية والكرامة وعبّر السيّد منذر بن عمر عن انشغال الحزب بالممارسات التي تتنافى مع حرية التعبير مثل تمزيق المعلّقات والعنف اللفظي والمادي ضدّ المنافسين وتخريب مقرّات الأحزاب وأعتبر أن هذه السلوكات لا تشرّف تونس ولا تخدم الانتقال الديمقراطي وقال إنّ حزبه يدعو إلى ضبط النّفس والعمل من أجل المصالحة والاستقرار. قائمة أريانة قدّمت السيدة سميرة الشواشي قائمة أريانة وقالت إنّ حزب المبادرة لا يبيع الأوهام للنّاس بل ينظر الى المشاكل نظرة واقعية وبتفاؤل كبير بالمستقبل وذكرت أن ولاية أريانة تعدّ 500 ألف ساكن وفيها حوالي 70 بالمائة من القادمين من المناطق الدّاخلية وفيها 12 ألف طالب في مختلف الاختصاصات وخاصة في صناعة الذكاء. السيّدة سميرة الشّواشي قالت إن المعطيات الديموغرافية والاجتماعية تفرض دعم القدرة التشغيلية للولاية وإعادة النظر في المنظومة التعليمية وربطها بالتكوين كما ذكرت أن ولاية أريانة أهم مزوّدي سوق الجملة وهو ما يفرض دعم الاستثمار في المجال الفلاحي .وستكون ولاية أريانة عنصرا أساسيا في إقليمتونس الذي سيكون من بين الأقاليم السّتّة لتونس في رؤية الحزب للبلاد . البرنامج الاقتصادي قدّم الدكتور سامي بن ميم (عضو اللجنة الاقتصادية للحزب) محاضرة تضمّنت الرؤية الاقتصادية لحزب المبادرة التي قال إنّها محكومة بثلاثة عناصر وهي دور الدولة الاستراتيجي وإعادة الهيكلة وخطة عاجلة للتنشيط الاقتصادي التي أعتبرها ضرورية ولا تحتمل التأجيل حتى يستعيد مناخ الأعمال والاستثمار دوره بعد أشهر من الركود بسبب الاعتصامات والانفلات الأمني وطالب بضرورة إيجاد ضمانات للمستثمرين تشجعّهم على الاستثمار. ويطالب الحزب بدعم قطاع النسيج لتشغيليته العالية وإعادة النّظر في سياسة الاستثمار السياحي والبحث عن أسواق جديدة ومنتوج سياحي جديد ودعم البنية التحتية وخاصة في مجال النّقل الحديدي الذي اعتبره الدكتور بن ميم غير قادر حاليا على تأمين مساهمة فعلية في التنمية . وقال بن ميم إنّ حزبه يطالب بدور جديد للبنك المركزي بما يدعم استقلاليته وخلق بورصة تونسية تكون أكبر بورصة في منطقة المتوسّط. مستقبل الحزب في ردّ على سؤال «الشروق» حول مستقبل الحزب بعد 23 أكتوبر والتحالفات التي سيعقدها وحظوظه في المجلس التأسيسي قالت السيّدة سميرة الشّواشي عضو المكتب السياسي إنّ الحزب يعمل على الفوز بمقعد على الأقل في 23 دائرة التي ترشّح فيها واعتبرت أن مسألة التحالفات سابقة لأوانها وستتحدّد حسب المعطيات التي سيفرزها المجلس التأسيسي. وقالت إنّ الحزب سيكون مع القوى الوسطية التي تدافع عن المكاسب التونسية في مجال النظام الجمهوري وحقوق المرأة وحداثة المجتمع والصحّة والتعليم وغيرها من مكاسب الشّعب التونسي التي راكمها عبر أجيال من النضال.