ليس من عادتي أن ألقي الورود ولو لأولادي... لكني وجدت نفسي هذه المرة مدفوعا لرفع المظلة لابنتي وزميلتي منى البوعزيزي التي تغلبت على «أعتى» وكالات الأنباء العالمية وفي طليعتها «الجزيرة الرياضية» (وما أدراك) إضافة إلى عديد المواقع الالكترونية والصحف اليومية والاذاعات المحلية والخارجية وهي التي لا تملك غير «بورطابل» لا نراه يصنع المستحيل. أصل الخبر يتعلق بالبطلة التونسية سارة بسباس التي رفضت ملاقاة منافستها الإسرائيلية خلال بطولة العالم للمبارزة بالسيف بما حرمها من إمكانية بلوغ أولمبياد لندن 2012، ورغم إصرار الوكالات العالمية على أن من اتخذت هذا الموقف ليست سوى شقيقتها (عزة بسباس) ورغم «إلحاح» الجزيرة الرياضية على اسم «عزّة» وصدور مقالات هنا وهناك تمتدح الشقيقة «عزّة» إلا أن منى البوعزيزي لم تتزحزح عن موقفها وأكدت على أن الأمر يتعلق ب«سارة» وهو ما تفطن له الجميع من صحف وإذاعات ووكالات أنباء عالمية ليقدم البعض منها اعتذاراته ل«سارة» ويمنحها شرف الرفض ويرد لقيصر ما لقيصر... ما فعلته منى البوعزيزي لم يدخل يوما في «علم اليدنّ» بل هو أول درس في الإعلام يؤكد على ضرورة الاتصال بالمصدر وعدم الاكتفاء بوكالة «قالوا» والطريف المبكي أن إذاعة «شمس آف آم» خصصت جزءا في برنامجها الحواري صباح الخميس لا للحديث عن موقف سارة بسباس بل ل«التهّكم» عن تفرد منى البوعزيري باسم هذه البطلة التونسية دون سواها معتبرة (الاذاعة) أن منى كانت خاطئة في معلوماتها طالما الجميع تحدث عن شقيقتها «عزة» وكأن هذه الاذاعة نسيت حكاية غاليلي لمّا كان رأسه في المشنقة وهو يقول «ورغم ذلك فهي تدور». برافو منى... وليصمت الآخرون.