لا يمكن أن تزور حديقة منير القبائلي دون أن تشعر بهيبة المكان وتستيقظ بداخلك صورة وردية عن تلك الأمجاد والألقاب. تضمن البرنامج الانتخابي لجمال العتروس عندما ترشح لمنصب رئاسة فريق «باب الجديد» تصميما معماريا رائعا سطره بدقة المهندس المعماري الشاب عدنان بن صالح وتتخذ بموجبه الحديقة «أ» ثوبا جديدا يليق بعراقة النادي الإفريقي وأكد المشرفون على هذا المشروع الرائد أنه لن يساهم في تحسين الأداء التسويقي والإداري والرياضي للفريق فحسب وإنما سيدر عليه عائدات مهمة بحكم أن الحديقة الجديدة ستصبح الوجهة المفضلة لرجال المال والأعمال ولكن يبدو أن هيئة العتروس أخلفت إلى حد اللحظة على الأقل وعدها وما أكثر الوعود التي أخلفتها الهيئات المتعاقبة على الأحمر والأبيض لذلك كان من الطبيعي أن نبحث عن أسباب إلحاق الملف الخاص بهذا المشروع التاريخي برفوف الأمنيات المؤجلة. تحدثنا في بداية الأمر إلى السيد عدنان بن صالح المهندس المعماري الذي كان سيشرف على تنفيذ إنجاز «الحديقة الجديدة» والتي كان تصميمها مستوحى من الطابع المعماري لباب الجديد لكونه المعقل التاريخي للفريق فأكد لنا بن صالح أنه تم إيداع نسخة من التصميم ببلدية تونس ولكن يبدو أن الظروف المالية الصعبة التي يعيش على وقعها الفريق في الوقت الحالي حالت دون الإعلان عن تنفيذ هذا المشروع مع العلم أن هذا التأخير سيترتب عنه ارتفاع في التكاليف حيث ستصبح في حدود مليارين أو أكثر. هل يعلم العتروس بهذا الأمر؟ يولي مشروع «الحديقة الجديدة» عناية خاصة بالباب الأمامي (المخصص لدخول اللاعبين والمدربين...) لكن لا نعلم هل أن جمال العتروس يعرف أن حارس الحديقة اضطر في إحدى المناسبات التي كنا خلالها متواجدين بداخلها إلى الاستعانة بحجارة لتساعده على فتح الباب حتى يتمكن أحد المدربين المعروفين من الدخول بسيارته إلى مقر الإفريقي ولو أنه سيكون من الصعب على رئيس النادي أن يقع بصره على هذا الأمر بما أنه يدخل إلى الحديقة «أ» من الباب المخصص للإدارة. ماذا قال المشرف على البنية التحتية؟ اتصلنا كذلك بالسيد كريم بن صالح المكلف بالبنية التحتية في النادي الإفريقي فقال: «نحن لم نتراجع عن تنفيذ مشروع الحديقة الجديدة بل كل ما في الأمر أنه وقع تأجيله إلى موعد لاحق وذلك حتى نتمكن الآن من إنجاز ملعبين اصطناعيين بالإضافة كذلك إلى ملعب ثالث من الحجم الصغير هذا فضلا عن قاعة تقوية العضلات وحجرات الملابس مع العلم أننا تحصلنا على الترخيص الضروري من البلدية ولكن يبنغي أن نقوم بدراسة دقيقة لكل الأشغال التي سنقوم بها مستقبلا وهو ما سيتطلب بعض الوقت وأؤكد أن هيئة النادي الإفريقي تقوم بمجهودات كبيرة جدا للنهوض بالبنية التحتية في الوقت الراهن». طبّاخات الفريق يطلقن صيحة فزع الصدفة وحدها جعلتني أمر بمطبخ النادي الإفريقي الموجود داخل مركز تكوين شبان الفريق فالتقطت هذه الصورة والتي أعتقد أنها أكبر دليل على الإهمال الذي طال هذا المكان والتقينا بإحدى طباخات النادي (عددهن أربع) فلم تستطع كتمان الحقيقة وأخبرتنا بأن نزول الأمطار يشكل كابوسا بالنسبة لهن بما أن المطبخ يتحول إلى حمام للسباحة بسبب مرور المياه من الشقوق التي نخرت جدرانه وقالت محدثتنا إن وضعيتهن المالية مزرية جدا بحكم أن جراياتهن بقيت في حدود 300 دينار فحسب ولم تخف هذه السيدة التي قضت عشر سنوات داخل مطبخ الإفريقي أن هيئة النادي لم تكلف نفسها حتى توفير بعض المعدات الضرورية لتحسين جودة الخدمات المقدمة لشبان الإفريقي المقيمين داخل الحديقة وقالت هذه السيدة أيضا إن طباخات الفريق مللن الوعود بما أنهن تعودن على هذا الأمر طيلة السنوات الماضية ومع جميع الهيئات المديرة المتعاقبة دون التدخل لفائدتهن أو إنقاذ المطبخ من حالته السيئة. فريق الآمال يواجه المتاعب بسبب ظروف الإقامة دائما في إطار البنية التحتية للإفريقي نشير إلى أن بعض لاعبي فريق الآمال الذي يدربه فوزي الرويسي بمساعدة صابر بن جبرية عبروا عن رغبتهم في استغلال الغرف الموجودة داخل مركز التكوين وذلك أثناء فترات قصيرة من النهار تجنبا لمتاعب التنقل خاصة عندما تجرى التمارين في الصباح ولكن أمام الظروف المزرية داخل هذه الغرف أعلموا إطارهم الفني أنهم أصبحوا يفضلون تحمل مشاق التنقل على المكوث داخلها. حكاية «الحبيب القاسمي» من المؤسف أن مسؤولا بارزا جدا في النادي الإفريقي عجز مؤخرا في التعرف على الحبيب القاسمي الهداف السابق للأحمر والأبيض والبطولة التونسية خلال موسم 19801981 (برصيد 16 هدفا) وذلك عندما التقاه بمكتبه والأمر سيكون عاديا لو أن القاسمي ابتعد عن الأضواء وعن الحديقة «أ» ولكن الرجل يشرف منذ فترة طويلة على شبان النادي وشخصيا لا أكاد أزور حديقة الإفريقي إلا وألتقيه فكيف لهذا المسؤول أن يقع في مثل الإحراج الذي أصبح حديث مدربي الفريق؟