يبدو أن الأقدار وحدها اختارت المهندس الشاب عدنان بن صالح (38 عاما) ليكون المصمم لمشروع الحديقة الجديدة لفريق «باب الجديد» بعد أن طاوع الظرف وتهيأت أسباب تنفيذه بمجرد أن قدم السيد جمال العتروس نفسه لرئاسة الأحمر والأبيض ذلك أن فكرة هذا المشروع الرائد والثوري بكل ما في الكلمة من معنى تعود إلى أفريل 2008 أما صاحبها فلم يكن سوى أحد الغيورين على النادي الإفريقي وتحديدا السيد سالم الجندوبي (منطقة وادي الليل) الذي أحزنه حال الحديقة «أ» وأدرك أن تلك الوضعية الصعبة لمقر النادي قتلت في أبناء الفريق روح البذل والعطاء إضافة إلى أنها لا تليق بفريق عريق يعود تاريخ تأسيسه إلى يوم 4 أكتوبر 1920... وهو ما دفع السيد سالم الجندوبي إلى الاستعانة بالمهندس المعماري عدنان بن صالح (من عشاق الفريق أيضا) واصطحبه إلى «باب الجديد» حتى يستلهم تصميم هذا المشروع من الطابع التراثي للمعقل التاريخي للأحمر والأبيض وهو ما تمّ بنجاح قبل أن يتمّ وأد هذه الفكرة في مهدها. «الشروق» التقت المهندس المعماري لهذا المشروع السيد عدنان بن صالح وتحدثنا كذلك إلى صاحب الفكرة السيد سالم الجندوبي بالإضافة إلى السيد محمد علي القليبي المستشار الخاص لرئيس الفريق حاليا ورصدنا جميع المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالحديقة الجديدة للنادي الإفريقي والتي ستدخل حيّز التنفيذ في القريب العاجل فخرجنا بالمعطيات التالية: مكونات الحديقة الجديدة أفادنا السيد عدنان بن صالح أن الحديقة الجديدة للأحمر والأبيض ستضمّ داخلها قاعة خاصة بالاجتماعات وأخرى لتسهيل عملية اقتناء الانخراطات ومكتب للمحاسبة ومكتب خاص برئيس النادي وقاعة نكون بمثابة متحف يضم صورا تذكارية عن تاريخ النادي وسجله الحافل بالألقاب والتتويجات وفكر هذا المشروع أيضا في مدعمي النادي حيث خصص لهم مكانا أطلق عليه اسم «نادي أولاد الدار» حتى يتمكنوا من عقد اجتماعاتهم بطريقة مريحة كما أنّ النادي سيستفيد ماديا بحكم أن جميع المصاريف التي كان ينفقها مدعمو النادي سابقا في أماكن راقية في السابق ستعود اليوم إلى خزينة النادي الإفريقي على أن تضم الحديقة الجديدة أيضا فضاء ترفيهيا وساحة خاصة بالمشجعين وقاعة إضافية لعرض صور توثيقية عن تاريخ النادي الإفريقي وهو ما يعني أن هذا المشروع فكر في الجانبين الإداري والجماهيري في الوقت نفسه. أفادنا السيد عدنان بن صالح أنه ستتم أيضا تهيئة فندق النادي حتى يساهم في توفير موارد مالية إضافية للفريق وأضاف السيد بن صالح أن المشروع سيخصص أيضا فضاء خاصّا بالإعلام لضمان التواصل بين الفريق ومختلف وسائل الإعلام يذكر أن هذا المشروع سيكون قابلا لإضافة مكونات أخرى تحددها حاجيات النادي في الفرة القادمة. ماذا عن المدرجات؟ تطرق السيد عدنان بن صالح إلى فكرة إنشاء مدرجات داخل حديقة منير القبائلي حتى تسهل على الجماهير الحمراء والبيضاء مواكبة تدريبات فريقهم ولكن هذه المدرجات يعترضها عائق واحد يتمثل في القاعة المغطاة ولكن قد يقع تجاوز هذا الإشكال البسيط طالما أن هذه القاعة غير مؤهلة وبالتالي يمكن إزالتها. ملاعب تنس لم يهمل هذا المشروع شغف العديد من مدعمي النادي برياضة التنس لذلك فكر في بعث فضاءات خاصّة محاذية لفندق الفريق ستساهم بدورها في ضمان عائدات مالية إضافية لخزينة الفريق. صور قدماء النادي تزين واجهة الحديقة باعتبارهم يمثلون العنصر الأهم في تاريخ الأحمر والأبيض فإن قدماء النادي سيسجلون حضورهم بقوّة في التصميم الجديد لحديقة منير القبائلي حيث سيقع تركيز صور عملاقة لقدماء الفريق على الجدار الخارجي للحديقة على أن يتمّ تخصيص جزء آخر منه للمعلقات الاستشهارية وقد أكد السيد عدنان بن صالح أن هذا المشروع يهدف بالأساس إلى توفير محيط سليم وحضاري لممارسة الرياضة ويراوح هذا المشروع بين البعدين التراثي والعصري في الوقت نفسه علما أن هذا المشروع سيوفر أيضا العديد من مواطن الشغل بمجرد الإعلان عن تنفيذه وسيعتمد على الكفاءات التونسية فحسب ويذكر أن هيئة النادي الإفريقي تفكر بجدية في التعويل بصفة دائمة على السيد عدنان بن صالح كمستشار قار للفريق في ميدان الهندسة المعمارية. المشروع يتطلب عاما فقط لإنجازه أفادنا السيد عدنان بن صالح أن هذا المشروع سيحتاج تقريبا إلى 365 يوما لتلبس عندها حديقة الإفريقي حلّة جديدة ومن المؤكد أن السيد جمال العتروس يعرف جيدا أن الوقت ثمين وهو ما سيجعله يسارع بمنح إشارة انطلاق هذاا لمشروع الذي سيساهم في إشعاع الأحمر والأبيض. هذا ما قاله صاحب فكرة هذا المشروع تحدثنا كذلك إلى صاحب فكرة إنجاز هذا المشروع السيد سالم الجندوبي فأكد لنا بأنه أراد أن تكون حديقة الإفريقي معلما حقيقيا يشرف الفريق على أن يكون الطابع المعماري للقلعة الحمراء مستلهما من تراث «باب الجديد» مضيفا: «عرضنا هذه الفكرة على هيئة الإفريقي آنذاك وأعلمت بها السيد صالح الثابتي لكن أحدهم اقترح علي الاكتفاء بتنفيذ الجانب الخاص بالباب الخارجي فحسب! وهو ما أثار دهشتي فرفضت هذا المقترح لأنه حسب نظري يجسد مثلنا الشعبي (يا مزيّن من برّا اشنيا أحوالك من داخل) أما اليوم وبعد أن هبّت رياح التغيير فلن أبالغ إذا قلت إنه يمكن تمويل هذا المشروع في ظرف وجيز جدا ليس عن طريق مدعمي النادي فحسب ولكن أيضا من خلال مساهمات الأحباء فلو يقدم كل محب 10 دينارات فحسب فإننا سنتمكن من تنفيذ هذا المشروع». الملف من أولويات هيئة العتروس سألنا كذلك السيد محمد علي القليبي المستشار الخاص للعتروس فأكد لنا أن هذا المشروع سيكون من أولويات هيئة النادي وأضاف القليبي بأن أكثر من طرف عبّر عن استعداده للمساهمة في تمويل هذا المشروع على غرار جمال العتروس وحمادي بوصبيع.. يذكر أن التكلفة التقديرية لهذا المشروع تقدر بحوالي مليار.