شباب حي الزهور يتحدث عن الحملة الانتخابية: لن نصوت ل«الدجالين»... وهمنا اخراج القصرين من التهميش الكل يتنفس سياسة في القصرين هذه الأيام ولا أحد يستطيع الهروب من هذا القدر ، والسياسة تعوض الكرة في كل مكان فلا مجال للحديث إلا عن من سيحكم البلاد ومن سيحقق أهداف الثورة ومن يلبي تطلعات الشباب الذي ضحى بدمائه من أجل أن نتنفس هذه الحرية. القصرين الشروق (محمد صلاح حقي) شوارع القصرين لم تعد تلك الشوارع المكبوتة المقهورة بل أصبحت تنبض حياة .. شباب حي الزهور هذا الحي الذي يسمى الآن حي الشهداء نظرا لكونه ساهم ب90 بالمائة من شهداء القصرين هو الآخر أصبح مهتما بالشأن السياسي وطلق ذلك العزوف الذي عهدناه فيه سابقا ، أصبح شباب هذا الحي الذي سيكتب التاريخ نضالاته يحضر التجمعات السياسية ويتابع البرامج الانتخابية ويميز بين الغث والسمين وبين الصادق والكاذب. «الشروق» تحدث إلى ثلة من هؤلاء الشباب حول رأيهم في الأحزاب والقائمات خاصة وأنه مرّ اليوم 16 يوما عن انطلاق الحملة الانتخابية وكل من يأتي إلى القصرين من الأمناء العامين لا يستطيع المرور دون زيارة حي الشهداء فكان الجواب موحدا وكأنهم اتفقوا على كلمة واحدة مثلما اتفقوا على إسقاط الدكتاتور في جانفي الفائت. فالشاب حسان قرميطي الذي شارك في ثورة الكرامة ببطولة كبيرة حسب رأيه وعدّد لنا ما قام به من مواجهات مع أعوان الأمن صرح بأنه لا يريد من الأحزاب إلا الاهتمام الجدي بالقصرين من خلال القضاء على البطالة والفقر المدقع حتى أنه يعرف من من حيّ الزهور لم يذهب إلى حد الآن إلى الجامعة نتيجة عدم توفر المادة لديه ملاحظا أنه يعرف من لا يقدر على شراء بيضة وحيدة يسكن بها جوع بطنه وأضاف أن المشاكل الموجودة في هذا الحي وفي القصرين عامة مثل السرقة هي نتيجة البطالة التي يعاني منها الشباب ولا يمكن القضاء عليها الا بتوفير الشغل القار. أما الشاب شوقي العيشاوي الذي شارك هو الآخر في الثورة والذي بدا متأثرا لفقدانه لأحد أصدقائه خلال الأحداث المؤلمة فقد رفض الحديث عن الأحزاب مفضلا أحد الأحزاب عن البقية . وقد جاراه في ذلك صديقه حسان الذي لاحظ الصدق في برامجه حسب رأيه وهو ما اتفق معه صديقاه مراد وكمال أما الآخرون فقد وصفهم بالمنافقين والدجالين. وأثار قضية في غاية الأهمية ألا وهي مسألة عمل الحضائر التي اعتبرها مصيبة القصرين بعد الثورة طالبا القطع معها لأن شباب القصرين قام بثورة للحصول على عمل قار يحفظ كرامة الفرد لا للحصول على مسكنات مهددا بالعودة إلى الثورة لأن شباب القصرين وحي الزهور بالذات سئم هذا الاحتقار من الحكومة (يقصد عمل الحضائر) ملاحظا أن أبناء هذا الحي هم من ذهبوا إلى منطقة الشرطة وطالبوا بإرجاع الأمن وعبروا عن استعدادهم لمساعدة الأعوان لتوفير الجو المناسب لتحقيق أهداف الثورة ولكن وبعد مرور قرابة السنة لم يتحقق شيئا للقصرين وهي خيبة أمل كبيرة والوضع يوحي ببقاء القصرين في دائرة التهميش حيث جرت العادة أن تقوم هذه الجهة بالثورات (1864 و1906 و2011) ولكن تبقى في نفس النقطة ولكن اليوم لن يعيد التاريخ نفسه حسب محدثنا فالشباب مصر على مطالبه والحكومة مطالبة بالاهتمام أكثر فأكثر بالقصرين الفقيرة و المهمشة. قائمة في السباق: قائمة التحدي: سنتحدى واقع القصرين المهمش و الرديء القصرين الشروق (محمد صلاح حقي) صرح رئيس قائمة التحدي المستقلة الأستاذ بلقاسم مباركي أن اختيار هذا الاسم كان من اقتراح شابة تنتمي إلى القائمة وفيه أكثر من معنى باعتبار أن أهدافهم هو تحدي الواقع السياسي المزري و تحدي الفقر والخصاصة وواقع جهة القصرين المهمشة. وأضاف أن قائمتهم تعبر فعلا عن مشاغل مواطني ولاية القصرين بجميع أطيافهم وفئاتهم لا سيما الفقراء ، فالجهة بها أكبر نسبة من الفقر وهم عازمون على التقليص قدر الإمكان منها والبحث عن حلول للعاطلين عن العمل سواء في المدينة أو الريف لذلك كانت لهم لقاءات في أعماق ريف القصرين الصعبة كما تعمل قائمة التحدي حسب محدثنا على إيصال صوت الفئات المهمشة ومعاناتهم إلى السلطات العليا مضيفا أن أعضاء القائمة لا يترفعون عن هذه الفئة التي ترفع عنها غيرهم. أما عن طريقة العمل والدعاية لبرنامجهم فلاحظ السيد بلقاسم مباركي أن قائمته اعتمدت طريقة «الميعاد» وهي طريقة شهدتها البلاد التونسية خلال القرن العشرين من خلال التجمع بالناس في منازلهم وفي المقاهي والشارع رافضا الدعاية في الأسواق الأسبوعية حتى لا يتعامل مع المواطن وكأنه بضاعة تشترى في الأسواق ملم حا إلى ما راج حول تعمد بعض الأحزاب والقائمات إلى شراء الذمم بالمال. وقال إن قائمته فقيرة ماديا ولكنها تعتمد على الصدق في القول والإخلاص في العمل لأن العمل السياسي أخلاق قبل كل شئ كما اعتمد أعضاء القائمة أيضا على الاستعراض بواسطة السيارات بدعم من الأقارب والعائلة الموسعة لرئيس القائمة، أما الصعوبات فلاحظ أنها بالأساس مادية نظرا لضعف المنحة التي خصصت للحملة والتي لا تكفي حتى لطباعة الورق مضيفا بالعامية « البعض لهم المال ونحن لنا رجال» وسيفرز صندوق الانتخاب الصالح من الطالح لأن المواطن في القصرين أصبح واعيا ويميز بين الجيد والسيئ. أوراق التصويت والحبر الانتخابي تحت الحراسة، وأكثر من 2500 عون لتأمين الانتخابات القصرين الشروق فاضل الطياشي : في لقاء خاطف مع السيد لطفي بن جدو رئيس الهيئة الفرعية للانتخابات، أفاد أن المعدات والأدوات الانتخابية الحساسة الخاصة بدائرة القصرين وصلت أول أمس الاثنين إلى مقر الهيئة ووقع تأمينها تحت حراسة مشددة في انتظار نقلها إلى مكاتب التصويت. وتتمثل هذه المعدات في أوراق التصويت التي تضم أسماء القائمات المترشحة (50 قائمة) وشعاراتها والتي سيستعملها الناخبون لممارسة الحق الانتخابي يوم 23 أكتوبر، وقد تمت طباعتها بالمطبعة الرسمية للبلاد التونسية. ومن المعدات الحساسة أيضا نجد الحبر الانتخابي الذي سيُستعمل لتحبير سبابة الناخب وأخذ بصمته عند التسجيل للتصويت بمكتب الاقتراع، وهو حبر من النوع المتميز الذي لا يمكن فسخه ولا تدليسه حتى باستعمال المواد الكيمياوية المخصصة للفسخ والتدليس. وكان الأسبوع الماضي قد شهد وصول المعدات الانتخابية العادية إلى القصرين مثل صناديق الاقتراع والخلوات والأدوات المكتبية المختلفة. وأكد السيد بن جدو أنه سيقع الشروع في نقل كل المعدات إلى مكاتب التصويت (حوالي 400 مكتب) بداية من يوم الجمعة القادم تحت الحراسة الأمنية والعسكرية مع مواصلة حراستها إلى حين حلول يوم 23 أكتوبر. وذكر رئيس هيئة الانتخابات بالقصرين أنه تم تكوين ما لا يقل عن 2145 عونا ستكون مهمتهم تسيير العملية الانتخابية بمختلف المكاتب يوم 23 أكتوبر . كما اضطرت الهيئة إلى انتداب حوالي 350 عونا إضافيا سيتم تكوينهم خلال هذه الأيام وستكون مهمتهم تسيير العمل بمكاتب الاقتراع التي ستُخصص لمن لم تُدرج اسماؤهم ضمن أي مكتب اقتراع وسيكون بامكانهم التسجيل بصفة آلية بهذه المكاتب يوم الاقتراع وممارسة حقهم الانتخابي. وحول الحملة الانتخابية أكد محدثنا أنها تسير في ظروف طبيعية ولم تشهد أي انحراف خطير ما عدا بعض المخالفات البسيطة التي يقع في كل مرة فضها بصفة ودية بمجرد اتصال هاتفي مع المعني بالأمر.