تعمل السلط المحلية هذه الأيام بمعتمدية حيدرة على إعداد قائمة حول المنتفعين بتحسين المسكن وبعث موارد رزق. وسيتم تمكين قرابة 100 عائلة بمبالغ تتراوح بين 1.500 و3000 د لتحسين المسكن.كما سيتم صرف قرابة 1000 دينار لكل فرد من العاطلين عن العمل من الشباب لبعث مشاريع صغرى كمورد رزق.. ولكن تبقى هذه الحلول الظرفية مجرد ذر رماد على العيون.. لأن مشاكل هذه المعتمدية المصنفة من أكثر المعتمديات فقرا اكبر بكثير من هذه البالغ الزهيدة التي ستذهب إلى غير ما برمجت إليه.. لأنه من المضحكات المبكيات أن نتصور بعث مشروع كمورد رزق بمبلغ ألف دينار في عصرنا الحاضر.. فهذه المعتمدية في حاجة إلى مقومات تنمية حقيقية من مسالك فلاحية ومنطقة صناعية وتعصير الخط الحديدي الذي يربطها بالعاصمة والاعتناء بالكم الهائل من الاثار الذي يمتد على مساحات شاسعة وإدراجه ضمن المسالك السياحية وتعصير الطريق الوطنية رقم 04 الذي يربطها بالطريق الرئيسية رقم 17 وبعث فروع بنكية وفروع للإدارات الأخرى كالقباضة المالية والصناديق الاجتماعية وبناء فرع لشركة النقل بين المدن والاعتناء بالمناطق السقوية المهملة والتي أنجزت بطرق لا تتطابق مع المواصفات الفنية - وإيجاد حل للمسح العقاري الإجباري حتى يتمكن فلاحو الجهة بالتمتع بالقروض البنكية والمنح الفلاحية وتفعيل دور الوحدة الفلاحية الموجودة بمدينة حيدرة والتي ساهمت خلال سنوات حكم المخلوع في تعطيل التنمية الفلاحية عوض تنميتها. فمعتمدية حيدرة تحتوي على طبقة مائية كبيرة خاصة بمنطقة «الاجرد» قادرة على أن تجعل من هذه المنطقة أنموذجا فلاحيا.. خاصة زراعة الزياتين والهندي (التين الشوكي) والتين والرمان والمواد العلفية لو وجدت إرشادا فلاحيا ميدانيا ومتابعة من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين لان هذا الشباب لم يجد مواطن الشغل لانعدام كلي للمصانع.. معتمدية كاملة لا يوجد بها أي مصنع إضافة إلى انعدام وسائل الترفيه.. فلا دور شباب ولا دور ثقافة ولا ملعبا رياضيا أما الفتاة بهذه المعتمدية فهي حبيسة البيت رغم الشهائد العليا المتحصلة عليها أغلبيتهن.. أو العمل على الالية 16 ببعض الإدارات بمبالغ زهيدة.. مما جعل المستقبل أمام هذا الشباب يتسم بالإحباط الكلي نظرا الى عجز النخب السياسية بهذه المعتمدية على تجسيد تنمية اقتصادية وثقافية حقيقية وقد انجر عن هذا آفاق مسدودة نحو إيجاد مواطن شغل.. بل بلغ التذمر مداه لدى الفئات الاجتماعية الشبابية والتي تمثل أكثر من ثلثي سكان هذه المعتمدية فمتى سينعم أبناء هذه المناطق بتنمية حقيقية تخرجهم من براثن الخصاصة والتهميش ؟