لقد خاضت معتمدية السرس من ولاية الكاف عديد الاشكال النضالية مساهمة منها كبقية مختلف جهات البلاد في الثورة المباركة التي أطاحت بالدكتاتور الفار وبرموز النظام البائد. فلقد شارك عمّال وعاملات مختلف المؤسسات المحلية في الاضراب العام في مناسبتين كما ساهم التلاميذ والطلبة والمعلمون والاساتذة وأهالي المنطقة نساء ورجالا شبّانا واطفالا في المسيرات العديدة مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة كما طالبوا بحقهم في التنمية وبنصيبهم من الثروة الوطنية وحق الشباب في الشغل والعيش الكريم. فمعتمدية السرس التي يفوق عدد سكانها الثلاثين ألف مواطن تفتقر الى العديد من الخدمات ففيها مستوصف في حالة يرثى لهَا ولا يمكنه تقديم الخدمات الصحية اللازمة للاهالي دون ان ننسى النقص الفادح في عدد الاطباء وقلة الادوية وغياب التجهيزات الطبية اللازمة وعدم توفر سيارات الاسعاف فمتى سيستبشر الاهالي بإحداث مستشفى محلي بتجهيزات عصرية واطار طبي وشبه طبي كاف. وإذا كانت معتمدية السرس منطقة معزولة فانها فقدت عدة مؤسسات كانت تساهم في خلق مواطن شغل منها مثلا: غلق منجم بوقرين الذي كان يشغل حوالي اربعمائة عامل كما حرق معمل الفريب الذي كان يشغل حوالي ثلاثمائة عامل ومعمل الحليب والياغرت الذي كان يشغل قرابة المائة عامل. هذا اضافة الى اندثار بعض المؤسسات الصغرى مثل مقاولات بن بحري ومقاولات البودالي وشركة الدعيزي ابناء واخوة وشركة العبيدي للمواد الغذائية فنجد قرابة الالف عامل تمّ تسريحهم في السنوات الاخيرة دون بعث مؤسسات بديلة لا لتشغيل العاطلين عن العمل وانما على الاقل لامتصاص جحافل العمّال الذين تمّ تسريحهم نتيجة غلق هذه المؤسسات التي تمّ ذكرها هذا دون ان ننسى العدد الهائل من الشباب الحامل للشهادات العليا والذين يعانون من الاقصاء والتهميش وانسداد الآفاق امامهم اضف الى هؤلاء شبّانًا كثرًا تلقوا تكوينا مهنيا وهم الآخرون يعانون من البطالة المفروضة عليهم والكل يتساءل متى سيلتفت المسؤولون الى هذه المنطقة المهمشة رغم خصوبة أراضيها ومساهمتها الفعالة في انتاج الحبوب والغلال والخضر فلماذا لا يتمّ بعث مشاريع تتماشى وطبيعة منتوجها كالمطاحن ومعامل العجين والمصبرات ومعمل للرخام؟ والأهم من كلّ هذا هو ألا تعوّل الدولة في مثل هذه المناطق على القطاع الخاص بل عليها ان تلعب دورها وأن تعمل على بعث مشاريع مهمّة تستوعب معسكر العمّال المسرحين وتمتصّ قيالق العاطلين من أصحاب الشهائد العليا ومن غيرهم من الشبان. والسؤال المطروح حاليا: ماهو نصيب معتمدية السرس من الاجراءات العاجلة التي اتخذتها الحكومة الانتقالية للاعتناء بالمناطق الداخلية أم أنّها ستبقى مهمشة ولا حظوظ لها في التنمية كما كانت في العهد البائد؟.