يواجه السيد الهاشمي الحامدي موجة من العداء في الموقع الاجتماعي، حيث يجتمع عليه السياسيون ونشطاء حقوق الإنسان ويطلقون ضده حملة شعواء تبدأ من علاقته بنظام بن علي ووكالة الاتصال الخارجي وصولا إلى ما يروج عن صدور تعليمات إلى بقايا التجمع بانتخاب قوائمه. والحقيقة أن الحملة على الهاشمي الحامدي ليست وليدة النتائج الإيجابية المفاجئة التي حققتها قوائم «العريضة الشعبية» التي يدعمها، بل خصوصا منذ أن تحدث عن استعداداته لترأس البلاد التونسية. وقبل ذلك، كانت الصفحات التونسية على الموقع تتعامل مع السيد الهاشمي الحامدي من باب الطرافة ولا تأخذ مواقفه مأخذ الجد حتى فاجأ الجميع بتحقيق نتائج فاقت أغلب الأحزاب التي كانت تتصدر الساحة وأصبحت قوائمه في المرتبة الثالثة عدديا. كثيرا ما تمّ تداول مقاطع فيديو للسيد الهاشمي الحامدي تذكر بمواقفه من بن علي، حيث كان يدافع عنه علنا في قناته التلفزية اللندنية أو في قنوات عربية أخرى. لكن الضربة القوية جاءته من الأستاذ محمد عبو الذي يتحدث دون تردد في قناة «حنبعل» عن تورّط الهاشمي الحامدي في الإشهار لنظام بن علي عبر وكالة الاتصال الخارجي وعن وجود ملفات قضائية قد تؤدي إلى تتبعه قضائيا.. بعد ذلك، تشهد الصفحات التونسية على الموقع الاجتماعي سيلا من مقاطع الفيديو التي تستعيد مواقفه من بن علي وزوجته والمقالات التي تهاجمه وتستحضر مسيرته منذ أن غادر تونس هاربا من محاكمات الإسلاميين، ثم إطلاقه جريدة وقناة تلفزية في لندن ثم عودته إلى تونس معزّزا مكرّما تحمله سيارات الرئاسة من المطار إلى قصر قرطاج. أما الضربة الثانية، فقد جاءته من السيدة سهام بن سدرين في مقال منسوب لها جاء فيه أن العريضة الشعبية هي التجمع، وأنها رأت بعينيها تجمّعيين يعملون من أجل العريضة يوم 23 أكتوبر، وأن الهاشمي الحامدي هو أحد أجهزة بن علي التي ما تزال تشتغل في البلاد. لقد تم تناقل هذا المقال على نطاق واسع جدا، وتم نشر مئات التعاليق المعادية للسيد الحامدي حتى أننا وجدنا صعوبة في العثور على مقال أو تعليق جدي يدافع عنه باستثناء عدد محدود من التعاليق القصيرة التي تتهم أعداءه بالحسد والعجز عن تحقيق ما حققه. وازداد الهجوم حدة مع ما نشره سمير الوافي عن أسرار اتصال الهاشمي الحامدي بقناة «حنبعل» للرد على محمد عبو، والذي رأى فيه الناشطون والحقوقيون أنه لم يكن ردا مقنعا بقدر ما كان هجوما هستيريا تنقصه اللياقة. بعد ذلك تساءل عدة حقوقيين على الموقع عن سر رفض الهاشمي الحامدي العودة إلى تونس، وسر خوفه على نفسه بعد الثورة وتوفر كل الظروف للمحاكمات العادلة بشهادة كل المنظمات المستقلة، وكتب كثيرون متسائلين: «لماذا يشترط على محاوريه اللقاء في لندن والتسجيل في قناته الخاصة، وعلى نفقته أيضا ؟». وسوف نقصر في حق الموقع الاجتماعي إذا لم نذكر شيئا عن مئات الصفحات الساخرة التي نشرت صورة للسيد الهاشمي الحامدي وهو يدق على البندير مع مطلع أغنية شعبية شهيرة «أضرب يا الحمدي»، فيما كتب شاب حقوقي ينشط في قائمة يسارية مقولة تنسب إلى المفكر نعوم تشومسكي: «للأسف لا يمكن التخلص من الذين نكرههم عن طريق الانتخابات، لأننا لم ننتخبهم أصلا».