يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد قد بدأ يخطّط ل«لعب» ورقة «حزب اللّه» لمواجهة الأزمة التي يعيشها نظامه منذ أشهر وسط مؤشرات توحي بأنها قد تدخل نفقا أخطر في ضوء التهديدات الغربية المتعاظمة لدمشق. كشفت مصادر اعلامية مقرّبة من «حزب اللّه» أن الأمين العام للحزب حسن نصر اللّه التقى مؤخرا الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق. لقاء سرّي وقالت المصادر إنّ هذه الزيارة التي قام بها نصر اللّه الى دمشق قبل أقل من 10 أيام الى دمشق ناقش فيها خلال اجتماعه بالأسد مواضيع اقليمية من بينها موقف الغالبية من تسديد لبنان حصته في موازنة المحكمة الدولية. ولم يتم الاعلان عن هذه الزيارة في السابق... ويبدو أنه أريد لها عمدا أن تبقى في كنف السرية بسبب اعتبارات أمنية بالأساس... لكن توقيت الزيارة التي تأتي في ظل أزمة كبيرة يواجهها الرئيس بشار الأسد أثار تساؤلات حول طبيعتها وحول ما إذا كان الأسد يسعى الى «ترتيب» تحرك ما تحسبا ل«سيناريوهات طارئة»... ولم يتسرب عن هذه الزيارة واللقاء الثنائي السري إلاّ موضوع المحكمة الدولية وموقف حزب اللّه بهذا الخصوص والذي يؤكد على رفض تمويل المحكمة الدولية... وهو رفض أكد نصر اللّه أنه غير قابل للمساومة... وذكرت جريدة «الأخبار» اللبنانية أن الأسد لم يمانع في تمويل المحكمة وأولى اهتماما لاستقرار الحكومة وعدم زعزعتها ومساعدتها على مواجهة الظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها المنطقة مع تأكيد أولوية حماية المقاومة في ضوء ما يستهدفها من الخارج. مسيرة مليونية من جهة أخرى احتشد مئات آلاف السوريين في محافظة اللاذقية أمس دعما لمسيرة الاصلاح التي يقودها الرئيس بشار الأسد ورفضا للتدخل الخارجي في الشؤون السورية. وحمل المشاركون أعلام سوريا وروسيا والصين وحزب اللّه ولافتات داعمة للرئيس السوري كتب عليها «الشعب يريد بشار الأسد... الشعب يريد اسقاط المؤامرة... نقف صفا واحدا خلف القائد بشار الأسد في وجه المؤامرة». ويشار الى أنه احتشد مئات آلاف السوريين في ساحة الأمويين والشوارع المحيطة بها وسط العاصمة السورية دمشق دعما لمسيرة الاصلاح التي يقودها الرئيس السوري بشار الأسد. في هذه الأثناء أعرب رئيس الوفد الوزاري العربي المكلف بالوساطة بين القيادة السورية والمعارضة عن ارتياحه بعيد لقاء الوفد مع الأسد. وأكد رئيس الوفد، رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في تصريح صحفي أن اللقاء مع الرئيس السوري كان صريحا ووديا. وأضاف «لمسنا حرص الحكومة على العمل مع اللجنة العربية للتوصل الى حلّ» وأعلن أن اللجنة العربية والقيادة السورية ستواصلان الاجتماع في الثلاثين من هذا الشهر. ووصل الوفد الوزاري العربي برئاسة قطر بعد ظهر أول أمس الى دمشق قادما من الدوحة لبدء وساطة بين النظام والمعارضة وجاءت هذه التحركات وسط دعوات الى عصيان مدني أطلقها ناشطون في المعارضة.