الهادي خليل كاتب استثنائي... الكتابة عنده وقوف على حافة الخطر واكتواء بالجمر فهو الكاتب التونسي الوحيد والعربي ربّما الذي أصرّ على دخول بغداد وهو يدرك جيّدا ان الحرب على الابواب. هذا الاصرار لم يكن لاسباب مهنية ولكن اساسا لفهم تجربة الحرب من الداخل وهو الذي كان شاهدا على الحرب الاولى سنة 1991 . الهادي خليل الذي كان دائما كاتبا منتصرا للهامش الثقافي بعيدا عن اناقة الاكاديميين وهو الذي وصل أعلى الرتب الاكاديمية في الجامعة كتب يوميات الحرب الاولى والثانية ونشرها في كتاب باللغة الفرنسية صدر مؤخرا في بلجيكيا بعنوان: La blessure de chienerrant carnets dصIrak (1991 et 2003). الكتاب جمع بين المتعة والألم. متعة الاسلوب الذي يسحر به الهادي خليل قارئه وألم المشهد الانساني في عراق الحرب وخاصة مشهد الكلب الجريح السائب الذي يلوذ بالمأوى هربا من القصف الامريكي المجنون وهذا المشهد ركّز عليه الهادي خليل لأنه في رأيه يلخّص كل الدمار العراقي والجرح الذي خلّفته الحروب في الروح العراقية. الكتاب تضمّن 190 صفحة وقسّمه الهادي خليل الى ثلاثة ابواب اساسية هي: - La guerre de 1991 - La guerre de 2003 - Des Imams, un coiffeur, un pilote et des prêcheurs هذا الكتاب رحلة في الحياة اليومية والمعاناة العراقية التي كان الهادي خليل شاهدا عليها في حرب 91 وفي حرب 2003، الاولى عاشها عندما كان استاذا للغة والاداب الفرنسية في كلية الاداب بجامعة المستنصرية والثانية ذهب اليها. وبسرعة نفدت الطبعة الاولى للكتاب وستصدر طبعته الثانية قريبا بعد ان اضاف اليها الدكتور الهادي خليل فصلا عن صورة صدّام حسين في اخراج هوليوودي اعتبره خليل المختص في السينما أنه رسالة مضمونة الوصول الى الشعوب العربية... وستصدر ترجمته العربية في تونس قريبا ايضا.