خصّص «نادي كتب وقضايا» بدار الثقافة ابن خلدون المغاربية لقاءه لشهر ماي لكتاب جرح الكلب السّائب يوميات الحرب العراقية للهادي خليل الصادر مؤخرا في طبعتين باللغة الفرنسية في بلجيكيا وتونس. هذا الكتاب كان موضوع اللقاء الشهري الذي أداره رضا الملولي مساء أول أمس الجمعة وحضره جمهور كبير من الاعلاميين والمهتمين بالسينما والأدب واستمع الحضور لقراءتين في الكتاب الأولى بالفرنسية لسنية الشامخي والثانية بالعربية لمنصف المزغني اضافة الى تدخلات وتعقيبات لهشام المسعودي وعبد اللّه مالك القاسمي وعبد الحليم المسعودي وكمال الشيحاوي ومحمد الحبيب حماد والتقت أغلب المداخلات على براعة الهادي خليل في التقاط الهامشي واليومي في الحياة العراقية خلال حربي 91 و2003 واعتبر عبد الحليم المسعودي أن الهادي خليل سينمائي عربي بل تونسي أعاد الاعتبار للهامش وهو الأهم في ثقافة عربية وبنية اجتماعية تعيش انفصاما بين ما يقال وما لا يقال وبين الرسمي والمقصى في المخيال الاجتماعي أما عبد اللّه مالك القاسمي فأعتبر أن خطاب الهادي خليل وطريقة تناوله لتأثيرات الحرب في العراق كخطاب مضاد للخطاب المتداول في الفضائيات العربية. الهادي خليل تحدث عن علاقته بالعراق التي عاش فيها الحربين 91 و2003 وذكر أنه كان مثل قناص صور يائس فما كان يشده في هذه الحرب هو الصور مثل صورة الدجاجة العمياء في منزل عراقي استضافه لتناول الغداء وصورة «الكلب السائب» الذي هرب من القصف وكان متعبا الى حدّ رفضه للأكل. حديث الهادي خليل عن الصور قاده الى تذكّر مشاهد يقول إنه لن ينساها مثل صورة العجوز التونسية التي كانت تجلس كل مساء أمام جهاز التلفزة لتشاهد حصة «توجيهات الرئيس» بعد أن فشلت في تسليم رسالة الى الرئيس السابق المرحوم الحبيب بورقيبة.. وصورة والده مسجّى حذو سكة القطار في مدينة سوسة بعد أن تمّت تغطية جثته بمعلقة شريط سينمائي لا يعرف الى الآن عنوانه. الهادي خليل كان كعادته تلقائيا وعفويا أكد على أنه لم يكن بطلا حين سافر الى العراق بل كان رجلا شغوفا بالصورة ومسكونا بالعراق الذي خلّف فيه جرحا لن يندمل وخاصة ذكرياته في كلية الاداب وقسوة وفظاعة التحولات الاجتماعية التي أحدثها الحصار في المجتمع العراقي الذي نخره الحصار قبل الاحتلال الأمريكي. خليل قال أيضا إن كتابه الجديد سيكون على نجوم كرة القدم المقصوفين الذين انطفأوا في أوج عطائهم مثل بن بلقاسم وزهور السعيدي وبن شعبان ولاعب الترجي الرياضي الذي انتحر العربي القبلاوي وبعض النجوم الذين ربطته بهم علاقة صداقة مثل نور الدين ديوة وحمادي العقربي والطاهر الشايبي وتميم الحزامي. اللقاء استغرق أكثر من ساعتين واعتبره الهادي خليل من أنجح اللقاءات التي نظّمت للكتاب.