احتفت دار باش حامبة في المدينة العتيقة نهاية الأسبوع الماضي بالدكتور الهادي خليل بمناسبة صدور كتابه عن حرب العراق «جرح الكلب السّائب» باللغة الفرنسية. هذا الكتاب هو من أوائل الكتب التي تناولت يوميات الحرب الأمريكية على العراق. هذه الحرب التي مازلنا نشاهد على الشاشة ونتابع في وسائل الاعلام تداعياتها.. حرب إبادة الفقراء والعزل. الدكتور عبد الجليل بوقرة أستاذ التاريخ في الجامعة التونسية قدم الكتاب بكلمة أبرز فيها خصوصيات الكتاب الذي جمع بين أسلوب المذكرات ويوميات الحرب والريبورتاج الصحفي.. وأكد على ان الهادي خليل في هذا الكتاب تعامل مع الواقع العراقي بعين الصحفي ولكن بخلفية الباحث الجامعي الذي ينطلق من خلفية معرفية عميقة وذكر الدكتور عبد الجليل بوقرة أن الهادي خليل لم يكن قبل سفره للعراق في إطار التعاون الفني سنة 1990 يهتم بالثقافة العربية ولا بالشرق لكن هذه الزيارة المهنية فتحت عينيه على جزء آخر من الثقافة العربية في المشرق. وبصراحته المعهودة وجرأته وصفائه المعتاد اعترف الدكتور الهادي خليل أن سفره للعراق في الحرب الثانية في مارس 2003 لم يكن من منطلق الشجاعة أو البطولة أو الهوس الصحفي بقدر ما كان انطلاقا من دوافع ذاتية إذ أراد أن يبني حياته من جديد بطريقة روائية ربما لكنه فشل في ذلك فالعودة إلى العراق وإلى بغداد تحديدا بالنسبة إليه كانت مثل عودة كهل إلى مراتع الطفولة والصبا واعترف بأنه لم يكن يتابع أخبار القصف بنفس الطريقة التي يتابعها بها الصحفيون الذين واجهوا الموت والقصف بشكل مباشر. وأكد الهادي خليل انه اكتشف ضعفا في بعض المقاطع في الكتاب لذلك أعاد صياغتها في الطبعة الثانية التي أضاف إليها فصلا حول صورة صدام حسين بين أيدي القوات الأمريكية. وحول هذه النقطة قال: الحزن الذي شعرت به يوم قبضوا على صدام حسين لا يوازي حتى حزني على وفاة والدي. لقد شعرت بنفسي مهان كمواطن عربي من خلال تلك الصورة المذلّة. وختم الهادي خليل حديثه بالتأكيد على أن هذا الكتاب كان لابد منه حتى يشفى ربما من جرح العراق. اللقاء حضره عدد كبير من الجامعيين والمسرحين والوجوه الثقافية والطلبة.