نفى رئيس حزب التكتل من أجل العمل والحريات الدكتور مصطفى بن جعفر أن تكون الأطراف التي يتحاور معها الحزب لتشكيل تحالف قد تطرقت الى مسالة تعيينه رئيسا في المرحلة الانتقالية مؤكدا أن النقاشات لم تصل بعد الى تلك المرحلة وهي مازالت في مرحلة تحديد الأطراف التي يمكن ان تشكل «حكومة المصلحة الوطنية»، مشيرا الى أن حركة النهضة تواجه اختبارا كبيرا لمدى مصداقية طرحها الديمقراطي ومدى انسجام تصريحاتها مع اقوالها متسائلا عن مدى ارتباط الحركة بأطراف متشددة في اشارة الى السلفيين وحزب التحرير التي وجهت لها الحركة على ألسنة عدد من قياداتها رسائل تطمين «انتخابية». وقال بن جعفر في ندوة صحفية عقدها أمس إنه لم يتقرر أي شيء بعد في المشاورات الجارية بين الأطراف السياسية مضيفا «نعلم انه لكل أجندته الخاصة وظروفه الخاصة لكننا نعمل مع الجميع وحتى مع صاحب الرقم الانتخابي الأكبر على أساس الند للند وسنبحث لتونس عن الظروف التي يمكن ان تضمن لها الخروج من هذا المنعرج... نتعامل الند للند لأننا لن نغلب العامل الظرفي والذي هو نتائج الانتخابات على التقييم الحقيقي لموازين القوى». وتابع «نحن حريصون على تشكيل حكومة المصلحة الوطنية لأننا نريد تجنب كل القوى التي تترصد المسار الانتقالي الديمقراطي» مضيفا «هذا الامتحان يهم بالخصوص حركة النهضة لماذا لأنها مطالبة بأن تؤكد ان هناك انسجاما بين أقوالها وأفعالها وان كنا رفضنا كل أشكال الشيطنة اليوم على النهضة ان تبرهن ان الخطاب المتسامح المنفتح الذي يؤكد على مستوى قياداتها يجب ان نراه على الميدان خاصة عندما تنطلق النقاشات حول الدستور أيضا المواقف المتعلقة ببعض الأطراف المتطرفة عندما تكف بعض قيادات النهضة عن هذه المغازلات الانتخاباوية» في اشارة الى التطمينات التي وجهها رئيس الحركة الأستاذ راشد الغنوشي الى حزب التحرير حول الحصول على تأشيرة العمل القانوني. وأوضح رئيس التكتل أن شرائح عديدة من المجتمع التونسي ومن رجال الأعمال تحتاج الى براهين للاقتناع والتخلص من تخوفاتهم «من مصلحة المجتمع التونسي ان تكون فيه قوى متوازنة». وفي الاتجاه ذاته اكد بن جعفر ان حزبه اذا وجد ان الظروف غير مناسبة لتحقيق الأهداف الرئيسية ومن بينها الحفاظ على مكتسبات المجتمع التونسي وتدعيمها «لا شيء يمنعنا من أن نكون خارج الحكومة» موضحا ان اللقاءات والمشاورات بين الأحزاب ثنائية الى حد الآن وهي في أغلبها لجس النبض في الاطار العام «أي مدى قبول فكرة تشكيل حكومة مصلحة وطنية وهناك اطراف ماتزال مترددة». وحول فوز العريضة بعدة مقاعد في الانتخابات وامكانية التحالف معهم قال رئيس التكتل «السؤال المطروح ان هؤلاء ليسوا معروفين الى حد الآن وصعدوا في الانتخابات والمنطق يقول انهم تابعون لشبكة واضحة (التجمع) وسنتصدى لهم اذا كانوا بالفعل أتباع التجمع وليس هناك امكانية للحديث معهم حول تشكيل الحكومة اذا كانوا كذلك». وفي ما كانت النهضة قد عرضت عليه تولي الرئاسة في الفترة الانتقالية قال «لم نتحدث في الرئاسة لأننا قلنا ان المرحلة الاولى ستكون بتحديد القوى التي يمكن ان تشكل حكومة المصلحة الوطنية.