وضعت الانتخابات أوزارها وبدأت بعض التحالفات تبرز من هنا وهناك فتغير المشهد السياسي للقائمات التي دخلت السباق... «الشروق» التقت عددا من رؤساء القائمات بالجهة للحديث عن مستقبل عملهم السياسي. نتائج انتخابات المجلس التأسيسي كانت منتظرة لدى البعض سلبا وايجابا بحكم عديد المعطيات الموضوعية والواقعية في حين كانت مفاجئة لدى البعض الاخر وادت الى اهتزاز صورة هذه الاحزاب جهويا ووطنيا.الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أقرّ في بيان اصدره مؤخرا بفشله في انتخابات المجلس التأسيسي واعلن مكتبه السياسي حل نفسه وتحوله الى هيئة قيادية مؤقتة لتصريف الشان اليومي للحزب الى حين انعقاد المجلس الوطني للحزب لتقرير ما يراه صالحا بخصوص قيادة المرحلة المستقبلية وتحديد آلياتها ومنهجيتها... خالد عزوز رئيس قائمة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يؤكد ان «المكتب السياسي قام بقراءة لنتائج الانتخابات وحاول استخلاص العبر وقام بأولى الخطوات من اجل اعادة البناء اما على المستوى الجهوي فقد بقينا على اتصال بمنخرطينا ومكتبنا مفتوح امامهم لمواصلة النشاط وبالنسبة الى نتائج الانتخابات فنحن راضون بما اسفرت عنه صناديق الاقتراع ونهنئ الفائزين وندعم من جهتنا المناخ السياسي الجديد وسنحاول انجاح المسار الديمقراطي والتعاون من أجل المصلحة الجهوية والوطنية وندعو بقية الاحزاب الى مواصلة العمل لمصلحة تونس».«ونحن في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي على استعداد للاستحقاقات الانتخابية القادمة وسنعمل على مواصلة توعية المواطن بأهميتها في انتظار كتابة الدستور كلبنة اولى لصياغة الجمهورية الثانية ومازلنا ثابتين على مواقفنا كقوميين ونتوجه الى كل القوميين في الجهة او داخل القطر التونسي الى ضرورة الالتفاف حول جبهة واحدة تدافع عن مصلحة الشعب وتجمع كل القوميين في قطب قومي حداثي ومن ناحية اخرى سنسعى الى فضح كل الممارسات التي تريد ان تعرقل المسار الديمقراطي باسم الحداثة».مصدق الجليدي رئيس قائمة حزب «الاصلاح والتنمية» ينطلق من خيبة امل حزبه من الانتخابات «لم نتحصل على ما كنّا نأمله كحزب وسنعقد مجلسا وطنيا لتقييم ما قمنا به خلال الحملة الانتخابية بايجابياتها وسلبياتها رغم ان لنا قناعة تامة بأن عدم ترشحنا لا يعود الى انعدام الكفاءة وانما الى أسباب خارجية وموضوعية اولها اننا حزب جديد لا يعرفه الكثيرون وثانيها ان كثرة الاحزاب قد اضر بنا وبغيرنا مع عدم اخذ نفس حظوظ للظهور في وسائل الاعلام وخاصة منها المرئية وثالثها قلة الامكانيات المادية التي تمكن من ايجاد آلة انتخابية فعالة يمكن ان توصل صوت الحزب الى الناخب».«وعموما فلا يمكن ان نعتبر التجربة برمتها سلبية وسنحاول تلافي أخطائنا وإيجاد آلة انتخابية في الاستحقاقات القادمة وسنحاول ان ندخل في تحالفات مع أحزاب أخرى لها توجه ليبرالي ليس له مشكل مع الهوية ومن ناحية ثانية فقد دخلنا فعلا في مشاورات من اجل المساهمة في تكوين الحكومة ولسنا مع فكرة البقاء بعيدا والتربص بالاحزاب الفائزة لاظهار فشلها لان الخاسر الاكبر حينها ستكون تونس والمسار الديمقراطي برمته».الطاهر بوراسي رئيس القائمة المستقلة يقول: «الاجتهاد للتطور والتعاون البشري» ويؤكد «بالنسبة الى نتائج الانتخابات فلنا بعض الملاحظات اولها ان فترة الاعداد بالنسبة الى القائمات المستقلة على وجه الخصوص كانت ضيقة للغاية ولم تعطه فرصة التعبير عن برنامجها وثانيها ان وسائل الاعلام المرئية كانت حاسمة في توجيه الناخب سلبا وايجابا وثالثها ما حصل يوم الصمت الانتخابي من تجاوزات تغافلت عنها الهيئة الفرعية للانتخابات بالاضافة الى عدم تثبتها في ماضي بعض رؤساء مكاتب الاقتراع وتاريخهم».«اما بالنسبة الى العمل المستقبلي فسنواصل العمل بنفس الحماسة وقد ندخل الانتخابات البلدية والتشريعية بتسميات اخرى لان هذه القائمة ستتحول الى العمل الجمعياتي وبنفس التسمية ونحن على يقين بأن القاعدة الاجتماعية ستكبر يوما بعد آخر ليكبر معها الحلم في ايجاد مكان لنا في المشهد السياسي والجمعياتي».يوسف الحمروني منسق حركة التجديد ومساند القطب الحداثي تكلم في البداية عن اسباب مساندته لهذه القائمة مؤكدا ان ذلك يعود الى انها «تجاوزت الحساسيات والحسابات الضيقة وحرصت على ان توحد كلمة عدد من الاحزاب المتقاربة في التوجه العام وساندها الى جانب ذلك مستقلون آمنوا بمشروع القطب الذي لم يطرح في حملته الانتخابية غير شعارات المرحلة ولم يقدم وعودا هي اقرب لوعود الحملات الانتخابية البلدية والتشريعية».«وبعد ان أفرزت الصناديق ما افرزته من نتائج ونحن نحترم اجماع الناخبين فإن امامنا المستقبل وسنحرص على مواصلة تمسكنا بنفس المبادئ من اجل خلق شارع سياسي واع ونعتقد ان هذه الانتخابات أرجعت الى التونسي مواطنته ولم تسترجع له هويته التي لم يفقدها ابدا».«واتمنى ان ينجح في إعطائهم الناخب صوته وستكون اعيننا متيقظة ولكننا لن نضع العصا في العجلة من اجل افشال عملهم الذي نتمنى ان يصل الى تحقيق اهداف الثورة والمهم انها صفحة جديدة تفتح في تاريخ تونس ونريدها بأخلاق سياسية عالية ونتمنى الا يتم افساد الانتخابات بالمال السياسي في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة».