منذ اندلاع ثورة الشعب العربي الليبي الشقيق في وجه نظام معمر القذافي تدفقت أعداد كبيرة من المهاجرين الليبيين إلى البلاد التونسية بعضهم فر خوفا من نيران الحرب الأهلية وآخرون حطّوا الرحال بحثا عن العلاج بالمستشفيات والمصحات التونسية. وفي هذا السياق برزت جمعية التضامن الليبي بصفاقس التي يترأسها المعارض الليبي السابق فتحي رمضان مسعود والتي تنشط تحت إشراف المجلس الانتقالي الليبي. «الشروق» التقت السيد فتحي مسعود في الحوار التالي ليحدثنا عن نشاط هذه الجمعية وأهدافها . ماهي ظروف تأسيس جمعية التضامن الليبي؟ لقد امتدت الثورة الليببة لفترة زمنية طويلية وخلفت آلاف القتلى والجرحى والتجأت أعداد غفيرة من المواطنين الليبيين إلى البلاد التونسية وأصبحت الحاجة ملحة لتأطير هذه الأعداد الكبيرة من المرضى والجرحى واللاجئين والتنسيق بينهم وبين أهاليهم المتواجدين في ليبيا. وفي هذا الإطار تم التنسيق مع المجلس الانتقالي الليبي لتأسيس هذه الجمعية التي تبقى الأكثر نشاطا وامتدادا مقارنة ببقية الجمعيات الليبية الأخرى المنتشرة بتونس في الفترة الأخيرة وجمعية التضامن الليبي هي جمعية خيرية تم تأسيسها بصفاقس لرعاية كافة الليبيين الوافدين على تونس مهما اختلف أسباب لجوئهم ماهي أبرز أنشطة جمعية التضامن الليبي منذ تأسيسها ؟ لقد عملنا على تذليل مختلف الصعوبات للإخوة الليبيين الوافدين على البلاد التونسية وذلك بتوفير إقامة ملائمة لهم ورعاية صحية عاجلة وإسداء خدمات سريعة بالتنسيق مع قنصلية ليبيا بصفاقس وقد تمكنا من علاج آلاف الجرحى والمصابين مجانا والإشراف على مراحل إقامتهم بتونس سواء بزيارتهم بالمستشفيات والمصحات أوبالقيام بمختلف الإجراءات اللازمة لترحيل المصابين الذين تقرر نقلهم لمواصلة علاجهم خارج تونس. أما بالنسبة لشهداء الثورة فقد تم ترحيل جثامينهم الطاهرة إلى أرض الوطن في ظروف جيدة وبالمقابل تم دفن بعض الليبين بتونس لعدم تمكننا من معرفة ذويهم في الوقت الراهن والمساعي جارية من أجل تحديد هوياتهم وأهليهم بليبيا لنقل جثامينهم إلى أرض الوطن في فترة قادمة. وخلال عيد الإضحى وفرنا كل الظروف الملائمة للمرضى والجرحى المقيمين بتونس حتى يعيشوا أجواء العيد وفرحته وقد فاق عدد الأضاحي ما كان متوقعا وحققت الجمعية ما تصبوإليه في هذه الفترة من تحقيق اللحمة بين الليبيين وشد أزر الثوار والرفع من معنوياتهم لمواصلة تطهير الوطن من الطابور الخامس ومن بقايا النظام البائد. وقد خلف إلقاء القبض على سيف الإسلام القذافي في الآونة الأخيرة ارتياحا كبيرا في نفوس الجميع. ما هوبرنامج نشاط الجمعية في الفترة القادمة؟ رغم القضاء على الدكتاتور معمر القذافي وحاشيته إلا أن نشاط جمعية التضامن الليبي بصفاقس سيتواصل لفترة طويلة إذ مازال العديد من الجرحى والمصابين يرقدون بمختلف المصحات وفي مناطق متفرقة من تونس وهؤلاء يحتاجون لمد يد المساعدة المادية والمعنوية ونحن نزورهم باستمرار للوقوف على ظروفهم الصحية والنفسانية. كما توجد وضعيات معقدة تتطلب الحل في المرحلة القادمة لذا سنواصل عملنا بكل جدية من أجل تأطير كافة الليبيين المتواجدين على التراب التونسي رغم تراجع عددهم في الفترة الأخيرة وربط الصلة بين مختلف الجمعيات الليبية التي تنشط بتونس لرصد كافة المشاكل والعمل على حلها بالتنسيق مع أعضاء المجلس الانتقالي الليبي بطرابلس وبإيجاز مازال ينتظرنا الكثير. كلمة أخيرة؟ نحن مدينون للشعب العربي بتونس مرتين الأولى لأن الثورة التونسية ألهمت الشعوب العربية للقيام بثوراتها وصنعت بذلك ربيع الثورات العربية، والثانية لما وجدناه من تونس من حسن معاملة ودعم مادي ومعنوي لثوار 17 فبراير خاصة ولجميع شرائح الشعب الليبي عامة على امتداد ثورته المباركة وإن شاء الله سيكون التعاون مع الأشقاء التونسيين في الفترة القادمة في مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين