صفاقس 4 افريل 2011 (وات/تحقيق محمد سامي الكشو) - حلت فجر اليوم الاثنين بالميناء التجاري بصفاقس باخرة تابعة للمنظمة الانسانية /اطباء بلا حدود/ قامت باجلاء 71 جريحا ليبيا اصيبوا جراء الاحداث الدامية الجارية في مدينة مصراتة من القطر الليبي الشقيق. وتمت هذه العملية الانسانية بالتنسيق مع اللجنة الجهوية بصفاقس لمتابعة الازمة الليبية بمشاركة الهياكل الطبية والصحية العمومية والخاصة بالجهة والهيئة الجهوية للهلال الاحمر التونسي وغيرها من الهياكل المدنية. وقامت سيارات الاسعاف التي حضرت باعداد كبيرة الى الميناء منذ الساعات الاولى من الصباح بنقل المصابين الى المؤسسات الاستشفائية بالجهة حيث تم توجيه 21 مصابا الى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة و50 مصابا الى مختلف المصحات الخاصة التي تكفلت بالعلاج المجاني في اطار المشاركة في المد التضامني مع الشعب الليبي الشقيق. ويؤكد افراد الفريق الطبي الذي رافق المصابين من مدينة مصراتة المحاصرة من قبل كتائب القذافي ان اصابات الجرحى متفاوتة الخطورة من بينها 3 حالات حرجة جدا يخضع اصحابها للتنفس الاصطناعي واصابتين اثنتين صنفتا بالخطيرتين و18 حالة صعبة جراء التعرض لاصابات اطلاق النار وشظايا قنابل. واطلق طاهر بن طاهر وهو احد الليبيين المرافقين للجرحى القادمين من مصراتة صيحة فزع بسبب وحشية القصف على هذه المدينة. وقال ان /مصراتة تعيش وضعا لا يمكن وصفه بسبب تهاطل الصواريخ التي تدك بها كتائب القذافي المدينة دون ان تتمكن من احتلالها بفضل شجاعة متساكنيها وتصديهم للغزو/. وتحدث المواطن الليبي وهو عميد كلية الاداب بمصراتة للصحفيين الموجودين على عين المكان بلهجة مليئة بشحنات من الالم عما يجري من تقتيل للمدنيين الابرياء تخللتها نبرة تفاوءل حول ما ستوءول اليه الامور على الميدان واصفا المستقبل بالمشرق حيث سيعرف من خلاله العالم الليبيين الاحرار التواقين للتقدم والرقي والقادرين على الابداع بعد تهميش دام لعقود تحت وطأة غطرسة النظام الليبي وحجب للافاق امام الكفاءات والمبدعين. والى جانب العناية الطبية بالمصابين تكفلت الهيئة الجهوية للهلال الاحمر التونسيبصفاقس بتوفير الاحاطة الكاملة /من اقامة ومأكل وملبس/ لاربعين مواطنا ليبيا قدموا على متن الباخرة كمرافقين للمصابين فضلا عن متابعة علاج المصابين ومرافقتهم الى حين عودتهم الى وطنهم. وأفاد السيد معز برك الله عضو الهيئة الجهوية للهلال الاحمر التونسي لمراسل /وات/ بصفاقس ان الجهود متواصلة لمساندة الشعب الليبي من خلال جمع وارسال مساعدات غذائية وادوية حيث ينتظر ارسال 25 حاوية مساعدات مع نهاية الاسبوع الجاري مشيرا الى عدم تلقي أي دعم لهذا العمل الانساني، من الهيئات الدولية على غرار المنظمة العالمية للصحة واللجنة الدولية الصليب والهلال الاحمر الدوليين والمفوضية العليا لللاجئين. ويشيد الدكتور حلمي مكاوي منسق الطوارئ لمنظمة /اطباء بلا حدود/ وهو تونسي الجنسية بتعاون مختلف الهياكل الصحية في تونس الذي يسر مهمة المنظمة في تامين الاغاثة الطبية لليبيين المنكوبين بالسرعة المطلوبة. وفي رده على سؤال مراسل /وات/ بصفاقس حول ما اذا كانت ثمة نية للقيام برحلات اجلاء اخرى في ظل تواصل القصف على مدينة مصراتة وتدمير مجمعها الصحي قال حلمي مكاوي ان ذلك رهين الامكانيات المتوفرة والظروف الملائمة لها مشيرا الى ان منظمة "أطباء بلا حدود" وجهت في رحلتها الى مصراتة تجهيزات طبية وجراحية تمكن من اجراء 300 عملية جراحية فضلا عن بعض الادوية. وكانت الباخرة قد انطلقت من ميناء صفاقس يوم السبت باتجاه مصراتة وعلى متنها اطار طبي متكون من 14 طبيبا منهم 8 اطباء تونسيين.