يواصل المنتخب تحضيراته الى النهائيات الافريقية وقد انطلقت المرحلة الأخيرة والحاسمة وتدور التمارين بملاعب رادس الفرعية بمعدل حصتين في اليوم (الثلاثاء والاربعاء) وحصة واحدة (الخميس والجمعة) وسعى المدرب والاطار الفني بصفة عامة الى الحدّ من نسق التمارين حتى يجنبوا اللاعبين الارهاق وذلك بعد سلسلة التربصات والعمل البدني الشاق خاصة في التربص الأخير بايطاليا. الحصص الأخيرة للمنتخب خصصها الاطار الفني للجانب التكتيكي حيث كان المدرب حريصا على هذا الجانب وكان يتدخل في كل مرة لايقاف التمارين ومحاولة تقييم تمركز اللاعبين ومطالبتهم بالانتباه سواء في الحالة الدفاعية والمطالبة بالتغطية مثلا عند تقدم احد المدافعين او احد لاعبي الوسط وسيتكفل بهذه المهمة حسب التمارين الأخيرة حقي من الجهة اليمنى او كلايتون من الجهة اليسرى او النفطي عندما يتقدّم أحد الظهيرين. البوعزيزي كمهاجم من أهم الأشياء التي ركز عليها المدرب الوطني كذلك في الحصص الأخيرة مسألة خلق التفوق العددي في حالة الهجوم وقد طلب لومار من البوعزيزي التقدم عندما يكون المنتخب في حالة هجوم الجديدي من اليمين او الجزيري من اليسار ويتحول البوعزيزي في مثل هذه الحالات الى مهاجم اضافي ا لى جانب سانطوس كما يلعب هذا الأخير دورا تكتيكيا كبيرا فعندما يهاجم الجديدي من الجهة اليمنى مثلا يتحول سانطوس الى القائم الثاني حتى يحمل معه المدافعين في حين يمثل البوعزيزي عنصر المفاجأة في القائم الأول وهذا ضروري بالنسبة الى المنتخب لأننا كبلد منظم وباعتبارنا سنواجه منتخبات متواضعة نسبيا في الدور الأول من المنتظر ان تلعب بطريقة دفاعية لابد ان يركز المدرب على مسألة فك الدفاع الحصين وذلك بالتعويل على لاعبين قادمين من الخلف. الكرات الثابتة لم لا؟ فاز المنتخب في اللقاءين السابقين أمام البينين بفضل الكرات الثابتة سواء في جربة أو في صفاقس ورغم ان الفوزين رافقهما الكثير من الاحتجاجات وطالبت بعض الاطراف أن نعول على العمل الهجومي المنسق او المعاكس، ولكن لابد ان نشير ان المنتخب متعود على العديد من المصاعب أمام المنتخبات الصغرى التي تلعب بطريقة دفاعية (غينيا منذ أشهر) كما أن الكرات الثابتة تعتبر الآن من أعتى «الأسلحة» في كرة القدم العصرية، ولذلك لحسن الحظ ان المنتخب توصل الى احدى أهم مفاتيح النجاح عند مواجهة منتخبات تلعب بكثافة عددية في الخط الخلفي. الاندماج سهل أهم ما يميز المنتخب الحالي هي الاجواء الممتازة جدا داخل هذه «الأسرة» وهذا ما لم يشهده المنتخب سابقا بشهادة اللاعبين خاصة من ذوي الخبرة وهو ما سهل اندماج اللاعبين الذين يحملون ألوان المنتخب لأول مرة مثل داس سانطوس الذي لا يلاحظ كل متتبعي المنتخب سواء في التمارين او المقابلة او حتى في مركز الاقامة أن سانطوس يلعب لفائدة المنتخب وكذلك اللاعبين الشبان الذين تم الحاقهم بالمنتخب في الفترة الأخيرة مثل كريم السعيدي وكريم حقي او كذلك محمد الجديدي وهذه عقلية هامة جدا ومفيدة للمجموعة لأنها تمكننا من الانتفاع بالدماء الجديدة. ليس هناك لاعب أساسي المسألة المبدئية الأخرى التي ركز عليها المدرب الوطني منذ وصوله الى تونس هي انه ليس هناك لاعبون أساسيون داخل المنتخب وهذا ما حرص عليه المدرب في اللقاءات الأخيرة عندما غير التشكيلة نسبيا بين مقابلتي البينين في جربة ثم في صفاقس حتى تكون كامل المجموعة جاهزة وكل لاعب يجب ان يعرف ان التعويل عليه وارد في أية لحظة ويجب ان يكون جاهزا خاصة على المستوى الذهني وهذا ما لم نتعود عليه في السنوات الفارطة حيث كانت التشكيلة جاهزة قبل فترة طويلة من أية تظاهرة دولية او قارية ولذلك نلاحظ في عديد المرات ان اللاعب الاحتياطي الذي يلتجئ له المدرب في آخر لحظة يكون غير جاهز. الجمهور مطالب بالتشجيع عند الحديث الى لاعبي المنتخب نلاحظ ان هؤلاء يركزون كثيرا على مسألة الحضور الجماهيري وهذا مضمون لكنهم يركزون أيضا على مسألة المساندة لأن الجمهور مطالب بالوقوف الى جانب المنتخب الى آخر لحظة وعدم الانقلاب عليه بمجرد اضاعة فرصة أو تسجيل المنافس لهدف مثلما حصل في صفاقس عندما سجل المنتخب البينيني هدف التعادل ولذلك فضل لومار التعويل على فاضل لاعب النادي الصفاقسي حتى يمتص غضب الجماهير ويبدو ان اللاعبين متخفون من انقلاب الجماهير أثناء اللقاء.