بعيدا عن جميع أنواع التضخيم والتعظيم يمكننا أن نعتبر بلوغ النادي الإفريقي الدور النهائي لكأس ال«كاف» إنجازا رائعا للأحمر والأبيض وذلك لعدة اعتبارات. فرّط النادي الإفريقي في عدّة لاعبين مؤثرين على غرار وسام يحيى قائد الفريق وهداف البطولة خلال موسم 20072008 وكذلك كريم العواضي وخالد المليتي وأسامة السلامي... وأصبح فريق «باب الجديد» يضم في صفوفه مجموعة من اللاعبين الشبان يفتقرون إلى عنصر الخبرة مثل مهدي الرصايصي وأسامة الحدادي وسيف العكرمي ومحمد علي اليعقوبي وشاكر الرقيعي.. وقد تحمل اللاعب زهير الذوادي الذي يبلغ عمره 23 عاما فحسب مسؤولية قيادة الفريق في مقابلته أمام المغرب الفاسي في إطار ذهاب الدور النهائي لكأس ال«كاف» وذلك مقابل وجود عدة عناصر متقدمة في السن في صفوف الفريق المغربي مثل الحموني (31 عاما) والشطيبي (28 عاما) والزكرومي (26 عاما)..
ومن جهة أخرى واجه الإفريقي عدة صعوبات بسبب محدودية الزاد البشري المتوفر بحوزته بسبب عدم التمكن من تأهيل عدة عناصر للمشاركة في هذه المسابقة القارية أو كذلك جراء العقوبات التي طالت عدة لاعبين على غرار شاكر الرقيعي (الورقة الحمراء أمام انتر كلوب) ووجدي المشرقي (الورقة الحمراء أيضا أمام أساك ميموزا) وسيجد الفريق نفسه محروما من خدمات ظهيره الأيسر أسامة الحدادي في مقابلة الإياب أمام المغرب الفاسي... وقد كان عدد المباريات التي خاضها فريق «باب الجديد» قياسيا للوصول إلى نهائي كأس ال«كاف» حيث بلغ عددها 18 باعتبار المباريات التي أجراها أبناء المدرب فوزي البنزرتي في مسابقة رابطة أبطال إفريقيا واضطر النادي الإفريقي إلى لعب خمس مباريات في ظرف أربعة أسابيع وذلك خلال الفترة المتراوحة بين 29 أكتوبر و27 نوفمبر 2011 (أمام سان شاين والنادي البنزرتي والمغرب الفاسي والنجم الخلادي والشبيبة القيروانية).
وقع الإجماع أيضا على أن النادي الإفريقي واجه عدة أندية صعبة المراس في هذه المسابقة بل إنها لا تقل قوة عن تلك التي شاركت في رابطة أبطال إفريقيا كما هو الشأن بالنسبة إلى المغرب الفاسي وصيف كأس العرش (2008 و2010) ووصيف بطل المغرب (2010) وقد أزاح هذا النادي بالأمس القريب الوداد البيضاوي وصيف بطل إفريقيا من مسابقة كأس العرش.
سيتحصل فريق «باب الجديد» على 625 ألف دولار في صورة تتويجه بهذا اللقب أما في صورة فشله في تحقيق مبتغاه فإنه سيظفر ب425 ألف دولار وهو ما سيساعده على مجابهة أزمته المالية الخانقة والتي أدت في وقت سابق إلى إضراب اللاعبين عن التمارين بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم كما انتعشت خزينة النادي مؤخرا بعد أن فاقت المداخيل المتأتية من مباراته أمام المغرب الفاسي 500 ألف دينار وسمحت مسابقة كأس ال«كاف» للنادي الإفريقي بتجديد العهد مع النهائيات القارية بما أن تاريخ ظهوره في الدور النهائي لإحدى المسابقات الإفريقية يعود إلى عام 1999 وسيكون الإفريقي أمام فرصة كبيرة ليحافظ على السيطرة التي فرضتها الأندية التونسية في هذه المسابقة خلال السنوات القليلة الماضية عن طريق النجم الرياضي الساحلي (حامل اللقب عام 2006) والنادي الصفاقسي المتوج بهذه الكأس في مناسبتين متتاليتين (2007 و2008) وكلها معطيات تؤكد أن الإفريقي حقق إلى حد الآن إنجازا سيخلده التاريخ وهذا ما ذهب إليه لطفي الرويسي مدرب مساعد الفريق وكذلك الهادي البياري الهداف السابق للنادي ومرافق الأكابر حاليا غير أن عبد السلام اليونسي يخالفهما الرأي ويؤكد أن فريقه كان يستحق التواجد في الأدوار المتقدمة من رابطة أبطال إفريقيا.
لطفي الرويسي (مساعد مدرب الإفريقي) حققنا إنجازا رائعا في كأس ال«كاف».. ولكن «في ظل محدودية الزاد البشري المتوفر بحوزتنا وكذلك العقوبات المسلطة على اللاعبين في أكثر من مناسبة يمكننا القول إن نادينا حقق إنجازا جديدا سينضاف إلى سجل الإفريقي ولكن سنسعى إلى العودة باللقب من المغرب بالذات حتى يصبح هذا الإنجاز أكبر وأهم خاصة أنه سيكون مختلفا عن بقية التتويجات التي تحصل عليها فريقنا بحكم الظروف الصعبة التي واجهها الإفريقي أثناء هذه المسابقة».
عبد السلام اليونسي (رئيس فرع كرة القدم بالفريق) طموحاتنا أكبر من كأس ال«كاف» «شخصيا كنت أنتظر أن يبلغ الإفريقي الأدوار المتقدمة في مسابقة رابطة أبطال إفريقيا لولا بعض الأسباب التي يصعب شرحها الآن والتي جعلت الفريق يكتفي باللعب في مسابقة كأس ال«كاف» ولكن هذا الأمر لا يمنعنا من التأكيد على أهمية التتويج بهذا اللقب الذي سيساعدنا على وضع أهداف جديدة سنعمل على تحقيقها خلال الفترة القادمة».
الهادي البياري (مرافق الفريق وهدافه السابق) بذلنا مجهودات كبيرة من أجل هذا اللقب «لقد بذلت كل الأطراف المتواجدة صلب الإفريقي مجهودات جبارة حتى ينجح فريقنا في الوصول إلى الدور النهائي لكأس ال«كاف» خاصة أننا واجهنا العديد من المشاكل حيث خاض الإفريقي مبارياته القارية بزاد بشري محدود جدا هذا بالإضافة إلى الصعوبات المالية التي عقدت مهمتنا ولكن الحمد الله أن الإفريقي تمكن من تجاوز كل هذه العوائق وحقق إنجازا جديدا ببلوغه الدور النهائي لهذه المسابقة الإفريقية».