تستعد تونس لاستضافة كأس امم افريقيا لكرة القدم من 24 جانفي الجاري الى غاية 14 فيفري المقبل للمرة الثالثة في تاريخها والثانية في ظرف عشر سنوات وهي فرصة لابراز ما حققته بلادنا من قفزة نوعية هامة على مستوى البنية الاساسية الرياضية وتأكيد ما تحظى به من خبرة كبيرة في مجال تنظيم كبرى التظاهرات الرياضية. وحرصت تونس منذ ان اسندت لها مهمة تنظيم كأس امم ا فريقيا على توفير كافة ممهدات النجاح لهذه التظاهرة الرياضية وتأمين حسن سير فعالياتها من خلال اعادة تهيئة اغلب الملاعب التي ستحتضن المباريات واتخاذ التدابير التنظيمية المتعلقة بالتغطية الاعلامية من اجل اخراج هذا الحدث الرياضي القاري الهام في ابهى صورة ودعما لاشعاع صورة تونس لدى الهياكل الرياضية الدولية. 2010 في البال ولقد تعودت تونس في السنوات الاخيرة على ان تكون ملتقى الرياضة العالمية مستفيدة من دعم الرئيس زين العابدين بن علي وتشجيعه على ان تحتضن بلادنا كبرى التظاهرات الرياضية الدولية التي لم تخف اعجابها بالمقاربة التونسية في مجال الرياضة. وان تنظيم هذه الدورة باحكام من شأنه ان يعزز مكانة بلادنا على الصعيد الدولي ويساهم في مزيد الترويج لملف ترشحها لاحتضان مونديال 2010 الذي سيقام لاول مرة في القارة الافريقية. وبعد النجاح الكبير الذي عرفته دورة كأس امم افريقيا تونس 1994 على جميع المستويات وما تركته من صدى ايجابي لدى ا لساهرين على دواليب كرة القدم الافريقية بادرت تونس بتجنيد كافة الامكانيات البشرية والمادية حتى تبقى هذه النهائيات الافريقية راسخة من الاذهان وتظل احدى المحطات المضيئة في تاريخ كأس امم افريقيا. 6 ملاعب وفي سابقة تعد الاولى من نوعها في تاريخ نهائيات كأس امم افريقيا ستدور مباريات هذه البطولة على ستة ملاعب هي رادس والمنزه وبنزرت وسوسة والمنستير وصفاقس وقد اصبحت جاهزة لاحتضان ضيوفها بعد اشغال التهيئة التي خضعت لها على امتداد اكثر من عام. حضور اعلامي هام وعلى صعيد اخر ستشهد الدورة الرابعة والعشرون لكأس امم افريقيا حضورا اعلاميا قياسيا حيث بلغ عدد الصحفيين الاجانب الذين سيتولون تغطية هذه التظاهرة الرياضية قرابة 800 صحفي من بينهم 110 مصورين فوتوغرافيين. وسعيا لتوفير افضل ظروف العمل بالنسبة للصحفيين وقع تركيز مراكز اعلامية في مقرات اقامة الاعلاميين والملاعب التي ستدور عليها المباريات مجهزة بوسائل الاتصال الحديثة من انترنات وحواسيب وفاكس تساعدهم على القيام بتغطية عامة فورية الى جانب توسيع طاقة استيعاب المنصات الصحفية. تجهيزات طبية وايمانا منها باهمية الجانب الوقائي في ضمان حسن سير منافسات البطولة حرصت اللجنة الطبية التابعة للجنة المنظمة على تجنيد كافة الفضاءات الطبية بهدف توفير افضل ظروف السلامة الصحية للاعبين والجماهير الرياضية. وقد تم في هذا الصدد تخصيص سيارات اسعاف في جميع المواقع الرياضية التي ستحتضن المباريات والتدريبات. ولتأمين افضل ظروف الاقامة بالنسبة للمنتخبات والحكام والشخصيات الرياضية الهامة والاعلاميين تم تخصيص قرابة 24 فندقا لضيوف تونس موزعة على مدن تونس والحمامات وبنزرت وسوسة والمنستير وصفاقس تحتوي على كافة المرافق والتجهيزات العصرية. شركات النقل في الموعد وتسهيلا لتنقل الجماهير الرياضية الى مختلف الملاعب اتخذت الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية جملة من الاجراءات من اجل تيسير عملية تحول الجماهير الى رادس وسوسة والمنستير وبنزرت وصفاقس. كما اعدت الشركة بطاقة تجارية بسعر مناسب لمزيد تشجيع الجماهير على التنقل لمواكبة المباريات في مختلف المدن التي ستستضيف النهائيات الافريقية. واتخذت الشركة التونسية للملاحة بدورها اجراءات خاصة لمزيد تجيع التونسيين المقيمين بالخارج على المجيء الى تونس لمتابعة نهائيات كأس امم افريقيا. جمالية ومن جهتها بذلت بلديات اقليمتونس الكبرى وبلديات مختلف الولايات التي ستحتضن فعاليات كأس امم افريقيا مجهودات كبيرة تمثلت بالخصوص في تكثيف حملات النظافة وغراسة الاشجار لاضفاء مزيد من الجمالية على مداخل المدن والمناطق المحيطة بالمنشآت الرياضية. كما اعدت برامج تنشيطية بهدف اضفاء اجواء احتفالية على هذا الحدث الرياضي. وتبرز كافة هذه الاجراءات والتدابير التنظيمية حرص تونس الكبير على الارتقاء بهذه التظاهرة الرياضية الى درجة الامتياز وحتى تكون فرصة لمد جسور التواصل بين شباب البلدان الافريقية وتوطيد العلاقات بين شعوبها. تحسينات كبيرة وشملت هذه الاشغال بالخصوص ملاعب بنزرت والمنستير وصفاقس. ففي المركب الرياضي بالمنستير تركزت اشغال التهيئة التي بلغت قيمتها قرابة ثلاثة ملايين وخمسمائة الف دينار على توسعة مدارج الملعب وتركيز سبورة الكترونية وتهيئة ملاعب معشبة واحداث عدة مرافق للصحفيين. كما شهد ملعب الطيب المهيري بصفاقس عدة اشغال تهيئة بقيمة مليون و700 الف دينار تمثلت في تغطية اغلب مدارج الملعب وتثبيت مقاعد اضافية وتجديد ارضية الميدان فضلا عن تهيئة الفضاءات المخصصة للاعلاميين. أما الملعب الاولمبي بسوسة فقد بلغت قيمة اشغال تهيئته نحو 575 الف دينار حيث تمت تهيئة فضاءين للاحماء وتعشيبهما اصطناعيا واصلاح السبورة اللامعة واحداث قاعة استجوابات صحفية وتوسيع منصة الصحافة الى جانب صيانة حجرات الملابس وتركيز شبكة للاتصالات السلكية واللاسلكية. كما شهد مركب بنزرت بدورة اضافات عديدة. رادس والمنزه جاهزان اما ملعب المنزه الذي احتضن جانبا من فعاليات بطولة كأس امم افريقيا 1994 ودورة العاب البحر الابيض المتوسط تونس 2001 فانه لم يكن في حاجة لاشغال كبيرة. كما ان ملعب رادس الذي لم يمض على تشييده سوى عامين بمناسبة الالعاب المتوسطية يعد فضاء عسريا يستجيب لكل المواصفات الحديثة في هذا المجال وهي مفخرة للبنية الاساسية في تونس وافريقيا.